responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد    جلد : 1  صفحه : 392

و لقد أحسن خلف اللّه أيما إحسان عند ما ضرب مثلا على أن النبي-أي نبي-عند ما يكثر أنصاره و يغزر معاضدوه و يتضاعف أتباعه يقضي على مخالفيه بالقوة و يقهرهم على إتباع تعاليمه و الإيمان بدعوته نقول عند ما ضرب مثلا «بموقف النبي العربي من المشركين و أضرابهم» و رغم ضآلة هذه الفكرة في سياق الرسالة و هامشيتها بالقياس إلى متنها فإنها و لا جدال تعدّ نقطة ضئيلة و لا يمنع صغر حجمها من أنها أضافت إلى الأطروحة قدرا مهما كان حجمه من الأصالة و الصدق و الإصرار على تحرّي إيراد الحقائق العلمية مهما كانت شائكة.

د-الرسول لا يشك في مستقبله:

و في رأي خلف اللّه أن الناموس السابق يفرز نتيجتين:

الأولى: ذهاب الرسول ضحية المبدأ و العقيدة بالقتل أو بالهجرة و القرآن لم يقص ذلك إلا نادرا أو لجأ إلى الإبهام و ممّن قتل يحيى و ممّن هاجر إبراهيم بعد أن أجمع قومه على قتله أو حرقه فأنجاه اللّه من النار. بيد أن الهجرة في حقيقتها نصر للنبي و للدين الداعي إليه و تأييدا لوجهة نظره ضرب مثلا بموسى و محمد عليهما السلام.

و الأخرى: انتصار الرسول و سيادة الدين الجديد و ذيوع مبادئه و لقد أكثر القرآن من ذكر هذه النتيجة. و لم يبيّن لنا خلف اللّه لما ذا أبهم القرآن و أجمل الأولى و العكس بالنسبة للأخرى.

و لعل من الأسباب التي تطرح شرحا لذلك هو أن منهج القرآن في ذلك كان حكيما ففي الإبهام و الإيجاز حيال الأولى و الإكثار بالنسبة للأخرى حفز لهمة النبي و تشجيع له و لأتباعه على مواصلة المسيرة و بالمقابل تثبيط عزائم المناوئين له من المشركين و المنافقين و من على شاكلتهم، و العكس صحيح.

إنما هناك عقبات متعددة تقف في سبيل انتصار النبي عليه تجاوزها و أطلق عليها الباحث (العقبات الداخلية) :

يأتي في مقدّمها طبيعة الشخص ذاته مثل كونه ضعيف الإرادة لا طاقة له بالسيطرة عليها و مثّل الباحث لذلك بآدم عند ما عصى ربه إذ نهاه عن الأكل من الشجرة فلم يمتثل‌

نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست