responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد    جلد : 1  صفحه : 389

الحقيقة المطلقة و مخالفه على الباطل فاليهود تعتقد أن النصارى ليست على شي‌ء و قالت النصارى عنهم القالة نفسها و قوم نوح اعتقدوا فيه الضلالة و أكّد قوم شعيب على أن من يتبعه فهم الخاسرون و هكذا.

و الإيمان بعقيدة يوحد مشاعر المؤمنين بها و يخلق بينهم نوعا من الترابط و يؤسّس عليها تقاليد و عادات تحرص عليها الجماعة الحرص كله و تعدّ الخروج على العقيدة و الأعراف و التقاليد المنبثقة منها مروقا و فتنة. إنما المخالف للعقيدة قد يأتي بعقيدة جديدة و هذه هي حال الأنبياء فيصيبه الأذى الذي يبدأ بالسخرية و الاستهزاء و التحقير و التهوين ثم الوعيد و التهديد مرة بالرجم و أخرى بالنفي و التغريب و ثالثة بالتصفية الجسدية و في عدد من الأحوال يتحول التهديد إلى دائرة التنفيذ مثل محاولة اغتيال صالح و رمي إبراهيم في النار و التآمر ضد محمد حتى اضطر إلى الهجرة إلى أثرب و كذلك أتباعه من المهاجرين و قتل زكريا و يحيى.

و يوحي هذا الناموس بأن الدعوات بهذه المثابة محكوم عليها بالإخفاق لأن المناوئين و المعارضين أقوى من الداعية الجديد و تبعه الذين وضح من ناموس سابق أنهم من الضعفاء و الأراذل و الفقراء بيد أن هناك عوامل تبطل مفعول هذا الناموس منها أن التمسّك بالقديم و التعصّب له عند مخالفيه بمضي الزمن يخفت أوارهما و تبرد نارهما و يضرب خلف اللّه مثلا من مسيرة الدعوة الإسلامية فالعقيدة أو الثقافة الوثنية تراخت مفاصلها و وهنت قبضتها و هزل سلطانها على النفوس (بفعل اليهودية و غيرها فتهوّدوا و تنصّروا و تحنّفوا و تركوا عبادة الآباء و الأجداد بل هفّت نفوسهم إلى الرسالة و الكتاب) . و ثاني تلك العوامل أن هناك صلة ما تربط على الدوام بين الجديد و القديم من الأديان و من ثم فلا يكون الأمل (أعني الجديد) غريبا على البيئة و أهلها و هو ما أكّده القرآن حينما ذكر أنه شرّع لمحمد ما وصّى به نوحا و من جاء بعده من الأنبياء و أن الكتب يصدق بعضها البعض و أن القرآن (الكتاب) نزل بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه...

و آخر تلك العوامل صلة الرسول و قومه و البطل و أمته التي تجعل كلا منهما يستعذب الألم و يستمرئ العذاب و يستملح الأذى في سبيل هداية قومه الذين يقفون منه‌

نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست