نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 388
و ينهى خلف اللّه حديثه عن الانقسام و الفرقة بتناول سلطة التقاليد و ما لها من قيمة اجتماعية إنما هي عملة ذات وجهين فمن ناحية تفيد المجتمع بالتماسك و الترابط و من ناحية أخرى تثقله و تكبّله و تجعله يخلد إلى الأرض و لا يقبل أي دعوة إلى التقدّم و يرى الباحث أن خير الأمم الواقفة في الوسط فلها من التقاليد ما يحفظ عليها تماسكها و في الوقت نفسه لا يمنعها من النهوض.
و يذهب إلى أن الأمم الصناعية و التجارية أقل انقيادا للتقاليد من الأمم الراعية و الزارعة... و إلى أن النظام الرعوي أشد انصياعا للتقاليد و قد اتّضح ذلك في القرآن في عدة مواضع و هذا ما أفقد العرب عن الاستجابة لدعوة محمد و منع المجتمعات الرعوية عن الاستجابة لسابقيه من الرسل: إبراهيم، هود، موسى.
و قبل أن نختم هذه الفقرة نتساءل لما ذا لم يوضّح لنا خلف اللّه العلة في وراء ظهور الأنبياء و النبوات في المجتمعات الرعوية و عدم ظهورها في المجتمعات الصناعية و التجارية و كذلك ظهورها في المجتمعات المتبدّية أو التي حظّها قليل من الحضارة و المدنية؟
أ لم يكن هذا لازما و هو يتناول الأنبياء و البيئة و التقاليد و سلطانها و كيف أنها في مجتمعات الرعاة لها القدح المعلّى و نصيب الأسد من التمكّن... و كيف انعكس ذلك أثره في (القصص القرآني) .
ج-نفس المؤمن لا تطيق المخالف:
يخلق الإيمان في نفوس المؤمنين جوا عاطفيا نحو الآراء و الأشياء معا و هو ذاته الذي يحدّد مواقفهم من المخالفين فهم بداية ينفرون بل يكرهون من يقترب من عقائدهم (بنقد) أو يمسّها مسا و لو خفيفا بسوء و بداهة أن هذا ينطبق على المؤمنين بأي عقيدة أو ملة و من هذا المنطق تكره الجماعة من يشذ عن عقيدتها و يخرج عن دينها و تعدّ ذلك من علاقات تفسّخ و انحلال الجماعة و ساق خلف اللّه أمثلة من القرآن مثل موقف الثموديين من صالح و قوم هود منه و قوم فرعون من موسى. و هذا ناموس اجتماعي عام ينطبق على الناس جميعهم بلا تفرقة.
و في المقابل يعتقد المؤمن بأنه على حق و الطرف الآخر على ضلال و أنه يملك
نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 388