نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 181
الذكر القبيح و يضرب لنا الزمخشري المثل بما قاله القرآن على ألسنة اليهود خاصا بعيسى عليه السلام و بما قاله القرآن على ألسنة المشركين خاصا بالخالق سبحانه و تعالى.
و هذا الذي يجيزه الزمخشري في هذه الآية يجيزه أيضا كل من الرازي و النيسابوري و أبي حيان. بل وقف عنده ابن عطية فيما روى أبو حيان. جاء في البحر المحيط لأبي حيان ما يلي «ذكر الوجهين الزمخشري و لم يذكر ابن عطية سوى الثاني» [1] .
و ليس من شك في أن هذه العملية عملية إنطاق الأشخاص بما لم ينطقوا به لاعتبارات يراها الخالق جل و علا تدل على أن القصص القرآني عرض أدبي للأحداث و الأقوال و ليس عرضا تاريخيا لها. و معنى ذلك أن القصة في القرآن عمل أدبي فني.
(ج) إسناده الأحداث لأشخاص بأعيانهم في موطن ثم إسناده الأحداث نفسها لغير الأشخاص في موطن آخر و ذلك هو الأمر الذي فطن إلى بعض صوره القدماء.
جاء في كتاب درة التنزيل ما يلي: «للسائل أن يسأل في هذه القصة عن مسائل أولها قوله في سورة الأعراف، قََالَ اَلْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هََذََا لَسََاحِرٌ عَلِيمٌ `يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ[2] ثم قال في سورة الشعراء قََالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هََذََا لَسََاحِرٌ عَلِيمٌ[3] فأخبر في الأول أن قائل ذلك الملأ من قومه و في الثانية أن فرعون هو القائل ذلك لملئه و هذا إختلاف ظاهر في الخبرين» [4] .
و هذه الظاهرة واضحة كل الوضوح في قصة إبراهيم عليه السلام إذ نلحظ فيها أن البشرى بالغلام و الحوار مع الملائكة و العجب من الولادة و إبراهيم شيخ و امرأته عجوز كانت في سورة هود مع امرأة إبراهيم و في سورة الحجر مع إبراهيم نفسه.
بل نلحظ في سورة الذاريات أمرا آخر هو أن البشرى بالغلام كانت لإبراهيم و أن الحوار مع الملائكة كان مع زوجته.