نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 132
على أن للمسألة وجها آخر هو أن القصص القرآني كان يعنى العناية كلها بأمور المخالفين في أمر الدعوة و المعارضين للنبي عليه السلام و لذا كان القصص يوجّه الحديث التوجيهات التي تشرح هذه الأمور و تقرّها في الأذهان. و إذا كانت هذه الأمور المتنازع عليها خاصة بالوحدانية و البعث و الرسالة كانت هي الواضحة كل الوضوح في قصص القرآن.
ثم إن أمور الدين الإسلامي نفسه كانت أشبه بالتنظيمات الداخلية التي يقوم بها الفرد بعد أن يعتنق الدين الجديد و يدخل في حظيرة الإسلام و أمثال هؤلاء لا يثيرون جدلا و لا يقيمون الصعاب.
على أني أستغفر اللّه و أستثني شيئا هو تلك العادات الخلقية التي كانت قد استقرت و عظم شأنها بحيث لم يقدر الفرد على التخلي عنها بمجرد دخوله في حظيرة الدين و الإيمان. و تلك كبخس الناس أشياءهم و تطفيف الكيل و الميزان. و من هنا تعرّض لها القرآن أيضا و إن نالها على أنها من الأخلاق العامة إذ تعرّض لها في قصة شعيب عليه السلام.
و نبدأ من قضايا الدين في قصة شعيب بالحديث عن التديّن.
و التديّن في حس القرآن غريزة إنسانية فهي فِطْرَتَ اَللََّهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنََّاسَ عَلَيْهََا لاََ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللََّهِ ذََلِكَ اَلدِّينُ اَلْقَيِّمُ وَ لََكِنَّ أَكْثَرَ اَلنََّاسِ لاََ يَعْلَمُونَ[1] . و هي من هنا عامة و خالدة يستوي فيها الناس جميعا و سواء في ذلك المتحضّر منهم و الباد.
و تتّصف هذه الغريزة أو تلك الفطرة بإسنادها قدرة عظيمة و قوى قاهرة إلى موجودات و كائنات و الغريب أن هذه القدرة قد تسند لغير اللّه فتسند للأصنام و تسند لغيرها من الآلهة التي يعبدها الوثني في مختلف الأديان و من هنا قدّروها فعبدوها و أخافوا الأنبياء من غضبها و انتقامها.
عبد قوم عاد أسماء سمّوها و عبد قوم إبراهيم آلهة صنعوها بأيديهم. و قال اللّه في حق الأولين من سورة الأعراف قََالُوا أَ جِئْتَنََا لِنَعْبُدَ اَللََّهَ وَحْدَهُ وَ نَذَرَ مََا كََانَ يَعْبُدُ آبََاؤُنََا فَأْتِنََا بِمََا تَعِدُنََا إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصََّادِقِينَ*`قََالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَ غَضَبٌ أَ تُجََادِلُونَنِي فِي