نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 131
القيم الدينية و الخلقية
و أعترف منذ اللحظة الأولى بأن لا فضل لي في هذا الفصل إلا فضل التنظيم و العرض ذلك لأنه قد سبق أن عالجت موضوعات هذا الفصل في بحثي الأول الذي قدّمته لنيل درجة الماجستير فإن زدت شيئا فهو الخروج من الأمور الخاصة بمحمد عليه السلام إلى الأمور العامة و الخاصة به و بغيره من الرسل و الأنبياء و الشيء الذي أعتبره جديدا نوعا ما في هذا الفصل هو الحديث عن المعاني الخلقية و ما يستتبعها من تلك اللمحات الخاطفة التي صوّر بها القرآن بعض العادات.
و لعل أوضح الأمور فيما يتعلق بالمعاني الدينية التي وردت صور عنها في القصص القرآني هي الأمور المتعلقة بالآلهة ثم بالرسل و المعجزات و هذا هو الأمر الذي يمشي مع طبيعة الدعوة الإسلامية في ذلك الوقت و يجري مع طبائع الأشياء.
ذلك لأن أكثر القصص القرآني مكي و في مكة لم تتجه الدعوة إلى غير المسائل الكبرى من قضايا الأديان و من هنا كانت الوحدة التي عبّر عنها القرآن حين قال شَرَعَ لَكُمْ مِنَ اَلدِّينِ مََا وَصََّى بِهِ نُوحاً وَ اَلَّذِي أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ وَ مََا وَصَّيْنََا بِهِ إِبْرََاهِيمَ وَ مُوسىََ وَ عِيسىََ أَنْ أَقِيمُوا اَلدِّينَ وَ لاََ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[1] و من هنا أيضا كان التشابه بين اليهودية و المسيحية و الإسلام.