ثم يلجأ الرسول إلى التهديد و الوعيد و يكونان بالمصائب في الدنيا و العذاب في الآخرة و يستجيب اللّه للرسل فتكون الصواعق و غيرها من ألوان العقوبات. هكذا نرى فرعون و قومه فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمُ اَلطُّوفََانَ وَ اَلْجَرََادَ وَ اَلْقُمَّلَ وَ اَلضَّفََادِعَ وَ اَلدَّمَ آيََاتٍ مُفَصَّلاََتٍ[2] . و نرى شعيبا و قومه وَ يََا قَوْمِ لاََ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقََاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مََا أَصََابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صََالِحٍ وَ مََا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ[3]وَ لَمََّا جََاءَ أَمْرُنََا نَجَّيْنََا شُعَيْباً وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنََّا وَ أَخَذَتِ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا اَلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيََارِهِمْ جََاثِمِينَ[4] . و إلى هذا أيضا أشار النبي العربي و القرآن الكريم فَسِيرُوا فِي اَلْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلْمُكَذِّبِينَ[5] . و هكذا غيرهم من المرسلين.
و حين تقوى الدعوة و يكثر الأعوان و الأنصار و حين يحس النبي في نفسه القدرة على الفتك و الاضطهاد يستجيب لهذا الناموس و يبدأ فيحاول القضاء على المتخلّفين من الجماعة و يجبرهم بالقوة على اتباع تعاليمه و الإيمان بما يدعو إليه من آراء و معتقدات و هذا هو الذي نلحظه من موقف النبي العربي من المشركين و أضرابهم و المنافقين و من لفّ لفّهم يقول اللّه تعالى قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مََا قَدْ سَلَفَ وَ إِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ اَلْأَوَّلِينَ*`وَ قََاتِلُوهُمْ حَتََّى لاََ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ اَلدِّينُ كُلُّهُ لِلََّهِ[6] . و يقول لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ اَلْمُنََافِقُونَ وَ اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ اَلْمُرْجِفُونَ فِي اَلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاََ يُجََاوِرُونَكَ فِيهََا إِلاََّ