نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 113
و يظهر لنا أن السر في هذا إنما يرجع إلى أن الإيمان يخلق في النفوس جوا عاطفيا نحو الآراء و الأشياء و من هنا عبّر القرآن عن الصلة بين الآلهة و الأتباع بالحب حين قال وَ مِنَ اَلنََّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اَللََّهِ أَنْدََاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اَللََّهِ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلََّهِ[1] .
هذا الجو له أثره في كل من الأفراد و الجماعات فهو الذي يدعوها إلى هذا الموقف من المخالف و هو الذي يضطرها إلى الفتك و الاضطهاد.
فأولا: يدفع هذا الجو المؤمن أيا كان دينه إلى كراهية من ينال معتقداته بأذى أو يمسّها بسوء فالمشركون مثلا يكادون يزلقون النبي بأبصارهم لما سمعوا الذكر و يقولون إنه لمجنون و الكفرة يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آيات ربهم وَ إِذََا تُتْلىََ عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا بَيِّنََاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا اَلْمُنْكَرَ يَكََادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيََاتِنََا[2] .
و أهل الكتاب جاءتهم الرسل بغير ما تهوى أنفسهم ففريقا كذبوا و فريقا يقتلون أَ فَكُلَّمََا جََاءَكُمْ رَسُولٌ بِمََا لاََ تَهْوىََ أَنْفُسُكُمُ اِسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ[3] .
و ثانيا: يدفع هذا الجو المؤمن إلى الإحساس بأنه على الحق و غيره في ضلال و لذا لا يحس بما في رأيه من خطأ حتى و لو كان واضحا للعيان و من هنا رأت اليهود أن ليست النصارى على شيء و رأت النصارى أن ليست اليهود على شيء و هم يتلون الكتاب وَ قََالَتِ اَلْيَهُودُ لَيْسَتِ اَلنَّصََارىََ عَلىََ شَيْءٍ وَ قََالَتِ اَلنَّصََارىََ لَيْسَتِ اَلْيَهُودُ عَلىََ شَيْءٍ وَ هُمْ يَتْلُونَ اَلْكِتََابَ كَذََلِكَ قََالَ اَلَّذِينَ لاََ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللََّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ فِيمََا كََانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ[4] . و من هنا أيضا رأى قوم نوح أنه في ضلال قََالَ اَلْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنََّا لَنَرََاكَ فِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ*`قََالَ يََا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاََلَةٌ وَ لََكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ اَلْعََالَمِينَ[5] . و رأى قوم شعيب أن من اتّبعه هم الخاسرون وَ قََالَ اَلْمَلَأُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اِتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ