responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد    جلد : 1  صفحه : 111

شك في أن الثقافة تجعل العقلية مرنة و تهيّأ الإنسان لفهم الكثير مما يعرض عليه و قبوله في إسماح و يسر و أن وجود الأفكار المعارضة أو الجهل بموضوع الدعوات يجعل قبول الإنسان لها شاقا عسيرا.

(ج) سلطان الآباء و الأجداد: و سلطان التقاليد له قيمته في كل أمة من الوجهة الاجتماعية ذلك لأنه المساك الذي يثقل الأمة عن أن تكون ريشة في مهب الرياح و هو من هذه الناحية ذو فائدة كبيرة للأمة مهما يكن حظها من التقدّم و الرقي. إلا أنه قد يكون حجر عثرة في سبيل الأمة فيثقلها عن أن تنهض و يجرّها إلى الوراء و يجعلها تلتفت دائما إلى ما ورثته من تراث عن الآباء و الأجداد لتقف عنده راضية مطمئنة و هو من هذه الناحية يكون آية من آيات الرجعية و دليلا من أدلة الجمود. و لذا كانت خير الأمم تلك التي تقف بين هذين فيكون لها من التقاليد ما يحفظها من الذبذبة و عندها من القدرة على التخلّص من سلطان هذه التقاليد ما يجعلها مرنة طيّعة تسير حين يكتب لها النهوض أو تستحث عليه بخطى ثابتة.

و العوامل التي تهب للأمة هذه المقدرة كثيرة لعل أهمها وجود الأبطال و قد سبق لنا أن تحدّثنا عن آثارهم في هذه الناحية و يعنينا الآن أن نذكر الجانب المقابل الذي يقعد بالأمة عن النهوض و يكتب عليها الجمود و يجعلها غير قادرة على الحركة و السير في مضمار الحياة و هو سلطان التقاليد أو سلطان الآباء و الأجداد.

يتفاوت هذا السلطان في الأمم بتفاوت الأطوار التي مرّت بها من حيث السلّم الحضاري فهو في الأمم الصناعية و التجارية مثلا أخف وطأة منه في الأمم الزراعية و الراعية و هو في هذين و بخاصة الأخيرة ذو سلطان قوي مكين ذلك لأن النظام الذي يقوم في مثل هذه البيئة إنما هو النظام الرعوي و النظام الرعوي بحكم طبيعته يمكن لسلطان التقاليد و هذا هو الواضح من تصوير القرآن و هذا هو الذي أقعد الكثيرين من أبناء الأمة العربية عن الاستجابة فإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل اللّه قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و اللّه أمرنا بها و إذا قال لهم تعالوا إلى أهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنّا بما أرسلتم به كافرون و يكرر القرآن الآيات التي تدل على سلطان هذه التقاليد

نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست