نام کتاب : الغرر و الدرر فى سيرة خير البشر(ص) نویسنده : عز الدين محمد بن جماعة جلد : 1 صفحه : 14
في كل فنّ بالجمع، هذا مع الانجماع عن بني الدنيا، و ترك التعرض للمناصب، و قد نفق له سوق في الدولة المؤيدية، و هاداه السلطان عدّة مرار بجملة من الذهب، و مع ذلك كان يمتنع من الاجتماع به، و يتغير إذا عرض عليه ذلك.
ثم قال في «إنباء الغمر» (3/ 116): و كان يبرّ أصاحبه، و يساويهم في الجلوس، و يبالغ في إكرامهم.
و ذكر أيضا: و كان يديم الطهارة، فلا يحدث إلا و توضأ، و لا يترك أحدا يستغيب عنده أحدا، هذا مع ما هو عليه من محبة الفكاهة، و المزاح، و استحسان النادرة.
لازمته من سنة تسعين إلى أن مات، و كان يودّني كثيرا، و يشهد لي في غيبتي بالتقدم، و يتأدب معي إلى الغاية، مع مبالغتي في تعظيمه، حتى كنت لا أسميه في غيبته إلا: «إمام الأئمة».
و ذكر محقق كتاب «إنباء الغمر» [1] الدكتور حسن حبشي: أنه كتب على هامش الأصل بخط الشيخ إبراهيم البقاعيّ ما نصّه: حدثني الشيخ محبّ الدين محمد بن مولانا زاده، الشهير بابن الأقصرائيّ، الحنفيّ، إمام السلطان، و كان محمد ممن لازم الشيخ عزّ الدين كثيرا: أنه رأى رجلا تكروريّا اسمه: عثمان ما غفا- بالغين المعجمة و الفاء- ورد إلى القاهرة، و كان له عشرة بنين رجال، فأتى بهم إلى الشيخ عزّ الدين للاستفادة، فقرأ عليه كتابا، فكان إذا قرر له مسألة، ففهمها، وقف، و دار ثلاث دورات على شبه الراقص، ثم انحنى للشيخ على هيئة