نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 6 صفحه : 43
فقلت هو الدر الذى كان قد حشا* * * أبو مضر أذنى تساقطن من عينى
ثم قال ابن خلكان: و مما أنشده لغيره فى كتابه «الكشاف» عند تفسير قوله تعالى فى سورة البقرة إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها [البقرة:
يا من يرى مدّ البعوض جناحها* * * فى ظلمة الليل البهيم الأليل
و يرى عروق نياطها فى نحرها* * * و المخّ فى تلك العظام النّحّل
إغفر لعبد تاب عن فرطاته* * * ما كان منه فى الزمان الأول
قال: و كان بعض الفضلاء قد أنشدنى هذه الأبيات بمدينة حلب، و قال: إن الزمخشرى المذكور، أوصى أن تكتب على لوح قبره.
ثم قال ابن خلكان: و كانت ولادة الزمخشرى، يوم الأربعاء سابع عشرى رجب، سنة سبع و ستين و أربعمائة بزمخشر، توفى ليلة عرفة سنة ثمان و ثلاثين و خمسمائة بجرجانية خوارزم، بعد رجوعه من مكة، (رحمه اللّه تعالى). ورثاه بعضهم بأبيات، من جملتها [7] [من البسيط]:
فأرض مكة تذرى الدمع مقلتها* * * حزنا لفرقة جار اللّه محمود
و زمخشر: بفتح الزاى و الميم و سكون الخاء المعجمة و فتح الشين المعجمة و بعدها راء، و هى قرية كبيرة من قرى خوارزم. و جرجانية: بضم الجيم لأولى و فتح الثانية و سكون الراء بينهما و بعد الألف نون مكسورة و بعدها ياء مثناة من تحتها مفتوحة مشددة ثم هاء ساكنة، هى قصبة خوارزم. قال ياقوت الحموى فى كتاب «البلدان»:
يقال لها بلغتهم كركانج، و قد عرّبت فقيل لها: الجرجانية، و هى على شاطئ جيحون:
انتهى.
و من شعر الزمخشرى على ما يقال [من الطويل]:
هو النفس الصّعّاد من كبد حرّى* * * إلى أن أرى أم القرى مرة أخرى
و ما عذر مطروح بمكّة رحله* * * على غير بؤس لا يجوع و لا يعرى
يسافر عنها يبتغى بدلا بها* * * و ربك لا عذرى و ربك لا عذرى
و قد روينا حديثا من روايته، على أحسن الوجوه التى يروى بها حديثه. أخبرنى به العدل شهاب الدين يوسف بن محمد المحلّى سماعا، بدار سعيد السعداء من القاهرة، فى