إذا أقبلت يوما علىّ صروفها* * * لأنيابها فى مسمعىّ صريف
عبأت لها حتى أشق نحورها* * * أسنّة عزم حدّهنّ رهيف
يمسّحن أركانى و هنّ قوافل* * * صفا صادرات النيل عنه نصيف
و القاضى العزيز أديب الملوك، أبو إسماعيل يعقوب بن شيرين- بالشين المعجمة- و هو الحلو فى لسان العجم. و الجندى- بفتح الجيم و سكون النون- و هو تعريف، و هى للبلد فى لسان الترك، و الرجل تركى، و بلاده من بلاد الترك، المجاورة لبلاد ما وراء النهر، و هو على كل الإطلاق، أفضل الفتيان فى عصره، و أعقلهم و أذكاهم و أوعاهم و كان كاتب سلطان خوارزم، فاستعفى، و هو يكتب باللسانين: العربية و الفارسية، و نحن و هو من رنب؟؟؟ [1] و خرجت و بلغت تلك الذروة، و هو أوثق سهم من كنانتى، و الحمد للّه أولا و آخرا، و الصلاة على محمد نبيه و آله الطيبين.
انتهى نقل السؤال و الجواب بنصه.
ثم قال ابن خلكان، و من شعره السابق قوله، و قد ذكره ابن السمعانى فى الذيل، قال: أنشدنى أحمد بن محمود الخوارزمى إملاء بسمرقند، قال أنشدنا محمود بن عمر الزمخشرى لنفسه بخوارزم، و ذكر الأبيات [2] [من الطويل]:
ألا قل لسعدى أما لنا [3] فيك من وطر* * * و ما تطلبين النّجل من أعين البقر
فإنا اقتصرنا بالذين تضايقت* * * عيونهم و اللّه يجزى من اقتصر
مليح و لكن عنده كل جفوة* * * و لم أر فى الدنيا صفاء بلا كدر
و لم أر [4] إذ غازلته قرب روضة* * * إلى جنب حوض فيه للماء منحدر
فقلت له جئنى بورد و إنما* * * أردت به ورد الخدود و ما شعر
فقال انتظرنى رجع طرف أجىء به* * * فقلت له هيهات مالى منتظر
فقال و لا ورد سوى الخد حاضر* * * فقلت له إنى قنعت بما حضر
و من شعره يرثى شيخه أبا نصر منصور المذكور أولا [5] [من الطويل]:
و قائلة ما هذه الدرر التى* * * تساقط من عينيك سمطين سمين