لعل أمير المؤمنين يسوءه* * * تنادمنا بالجوسق المتهدم
و ايم اللّه، إنه ليسوءنى، و عزله. فلما قدم على عمر بكّته بهذا الشعر، فقال له: يا أمير المؤمنين، ما شربتها قط، و ما الشعر إلا شعر طفح على لسانى، فقال عمر: أظن ذلك، و لكن لا تعمل لى على عمل أبدا. انتهى.
و قال ابن عبد البر، بعد أن نسبه كما ذكرنا: كان من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هو و أبوه عدى بن نضلة- أو نضيلة- فمات عدى هناك بأرض الحبشة، فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارث فى الإسلام، و كان عدى أبوه، أول موروث فى الإسلام، ثم ولّى عمر النعمان هذا ميسان، و لم يول عمر بن الخطاب رجلا من قومه عدويا غيره، و أراد امرأته على الخروج معه إلى ميسان، فأبت عليه، فأنشد النعمان أبياتا، و كتب بها إليها، و هى:
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها* * * بميسان يسقى فى زجاج و حنتم
فذكر الأبيات المتقدمة، و ذكر بقية القصة كما ذكر الزبير، ثم قال: فنزل- يعنى النعمان بن عدى- البصرة، و لم يزل يغزو مع المسلمين، حتى مات (رحمه اللّه).
و هو فصيح، يستشهد أهل اللغة بقوله: ندمان، فى معنى نديم. انتهى.
و قال الزبير: و قد انقرض ولد النعمان.
[2604]- نعيم بن عبد اللّه بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى المعروف بالنّحّام:
قال الزبير: إن أمه فاختة بنت أبى حرب بن خلف بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب. و قال بعد أن سماه: هو النحّام، لأن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، قال:
«دخلت الجنة، فسمعت نحمة من نعيم فيها» و هى السّعلة، و ما يكون فى آخر النّحنحة الممدودة آخرها، قال الراجز فيها:
[2604]- انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2657، الإصابة ترجمة 8799، أسد الغابة ترجمة 5276، الثقات 3/ 414، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، تبصير المنتبه 4/ 1412، الطبقات 24، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تاريخ جرجان 6/ 267، المصباح المضىء 1/ 50، 51، بقى بن مخلد 535، الجرح و التعديل 8/ 459، التاريخ الكبير 8/ 92، الطبقات الكبرى 4/ 72).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 6 صفحه : 163