responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 5  صفحه : 471

بتضرع و خشوع كثير. قال: و كان مولده بوادى ينبع، و به نشأ. و ذكر أنه قدم مصر غير مرة، و أن أخاه أبا موسى عيسى بن إدريس، أملى عليه نسبه هذا، يعنى الذى ذكرناه حين قدم مصر.

و قال ابن الأثير: و كانت ولايته قد اتسعت، من حدود اليمن إلى مدينة النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، و له قلعة ينبع بنواحى المدينة، و كثر عسكره، و استكثر من المماليك، و خافه العرب فى تلك البلاد خوفا عظيما. و كان فى أول أمره لما ملك مكة حرسها اللّه تعالى، حسن السيرة، أزال عنها العبيد المفسدين، و حمى البلاد، و أحسن إلى الحجاج و أكرمهم، و بقى كذلك مدة، ثم إنه أساء السيرة، و جدد المكوس بمكة، و فعل أفعالا شنيعة، و نهب الحاج فى بعض السنين كما ذكرنا.

و قال ابن سعيد، بعد أن ذكر وفاته و شيئا من حال أجداده: و كان أبو عزيز أدهى و أشهر من ملك مكة منهم، و كان يخطب للخليفة الناصر، ثم يخطب لنفسه بالأمير المنصور، و دام ملكه نحو سبع و عشرين سنة، و كان قد ابتاع المماليك الأشراف، و صيّرهم جندا يركبون بركوبه، و يقفون إذا جلس على رأسه، و أدخل فى الحجاز من ذلك ما لم يعهده العرب و هابته، و كان متى قصد منهم فريقا، أمر فيهم بالسهام، فأطاعته التهائم و الجنود، و صار له صيت فى العرب لم يكن لغيره، و كانت وراثته الملك عن مكثّر بن قاسم بن فليتة، الذى ورثه عن آبائه المعروفين بالهواشم، و لم يكن أبو عزيز من الهواشم، إلا من جهة النساء، و ظهر فى مدة مكثر، فورث ملكه، و استقام أمره.

ثم استقام الأمر فى عقبه إلى الآن. قال: و كان أبو عزيز فى أول أمره، حسن السيرة، صافى السريرة، فلما وثب على شبيهه و ابن عمه، الرجل الذى توهم أنه من العراق و قتله، انقلبت أحواله، و صار مبغضا فى العراقيين، و فسدت نيته على الخليفة الناصر، و ساءت معاملته للحجاج، و أكثر المكوس و التغريم فى مكة، حتى ضج الناس، و ارتفعت فيه الأيدى بالدعاء، فقتله اللّه تعالى على يد ابنه حسن بن قتادة.

ثم قال ابن سعيد: و كان أبو عزيز، أديبا شاعرا- و قد تقدم شعره الذى قاله، عند ما حاول الإمام الناصر وصوله إلى بغداد- قال: و لما قتلت العرب فى الركب العراقى، حين أسلمه أميره المعروف بوجه السبع و فر إلى مصر بسبب عداوة جرت بينه و بين الوزير العلوى، كتب ابن زياد عن الديوان العزيز: إلى أبى عزيز، و غير خفى عن سمعك، و إن خفى عن بصرك، فيك إلا جاوره فى آرام بكل ريم، و غشيان حرب بين الحرمين، حتى عموا قلب كل محرم كالعميم.

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 5  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست