نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 207
بمكة، و دفن بالمعلاة على جد أبيه لأمة العفيف الدلاصى [5]، مقرئ الحرم، بعد أن تعلل مدة طويلة بالإسهال. فاللّه يتغمده برحمته.
و ما ذكرناه من أن وفاته فى ليلة السادس عشر من شهر رمضان، موافق لرؤية أهل مكة لهذا الشهر.
و أما على رؤية أهل عدن و غيرهم له، فهى ليلة السابع عشر من شهر رمضان، و اللّه أعلم بحقيقة ذلك.
و قد سمعت منه معجمه، و قرأت عليه كثيرا من مروياته، منها: صحيح مسلم، و مشيخة ابن البخارى، و معجم ابن جميع و غير ذلك. و ما سمعته أجمع من غيره، و أباح لى التدريس فى علم الحديث و الإفادة فيه.
و كان يتفضل بكثير من الثناء، و ذلك مما اكتسبناه من صفاته الحسنى.
و قد سمعنا منه ببلاد الفرع [6]، و نحن متوجهون فى خدمته لزيارة الحضرة النبوية.
و ما أطيب تلك الأوقات. و للّه در القائل:
و تلك الليالى الماضيات خلاعة* * * فما غيرها باللّه فى العمر يحسب
[214]- محمد بن أبى بكر عبد اللّه بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن فارس بن أبى عبد اللّه العسقلانى المكى، شيخ الحرم و مفتيه، رضى الدين أبو عبد اللّه، المعروف بابن خليل الشافعى:
سمع من أبى الحسن على بن الجميزى: الثقفيات. و على ابن أبى الفضل المرسى:
صحيح ابن حبان. و على محمد بن على الطبرى، و ابن مسدى، و أبى اليمن بن عساكر و أكثر عنهما.
[5] نسبته إلى دلاص: بفتح أوله، و آخره صاد مهملة: كورة بصعيد مصر على غربى النيل أخذت من البر تشتمل على قرى و ولاية واسعة، و دلاص مدينتها معدودة فى كورة البهنسا.
انظر: معجم البلدان (دلاص).
[6] الفرع: بضم أوله، و سكون ثانيه، و آخره عين مهملة، هو جمع إما للفرع مثل سقف و سقف و هو المال الطائل المعدّ، و إما جمع الفارع مثل بازل و بزل و هو العالى من كل شىء الحسن. و الفرع: قرية من نواحى المدينة عن يسار السقيا بينها و بين المدينة ثمانية برد على طريق مكة، و قيل أربع ليال، بها منبر و نخل و مياه كثيرة، و هى قرية غنّاء كبيرة، و هى لقريش الأنصار و مزينة، و بين الفرع و المريسيع ساعة من نهار، و هى كالكورة و فيها عدة قرى و منابر و مساجد لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم). انظر: معجم البلدان (فرع).