responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 208

سمع منه جماعة من الأئمة. منهم: نجم الدين بن عبد الحميد، و مات قبله. و أبو عبد اللّه بن رشيد خطيب سبتة [1]، و ذكره فى رحلته. و ذكر أنه لقيه بمنزله من الحرم الشريف، و سمع منه المسلسل بالأولية، قال: و تذاكرت مع رضى الدين فى مسائل فقهية و أصلية. و كان شديد العارضة، حديد النظر، متعرضا لإيراد الشبه.

و قد كانت جرت بينه و بين الشيخ الصالح الفقيه أبى محمد المرجانى، قبل قدومى، مذاكرة، كان عنها بعض تغير، إذا كان أبوه بعيدا عن طرق المناظرة.

كان فى رضى الدين فضل حد و فى المناظرة، ثم قال: و رضى الدين هذا، هو أحد العلماء العاملين الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر.

و له فى ذلك مع أمير مكة أبى نمى محمد بن أبى سعد، حكايات و نوادر تحكى و تذكر، و قد انتهى الأمر به- فيما بلغنى- إلى أن سجنه، فرأى أبو نمى فيما يرى النائم كأن الكعبة- شرفها اللّه تعالى- تطوف بالمحل الذى سجن فيه رضى الدين بن خليل، فوجه إليه و أطلقه و اعتذر إليه. و رضى الدين هذا، هو الذى تدور عليه الفتيا أيام الموسم. انتهى.

و ممن سمع عليه أيضا. الشيخان: علاء الدين العطار، و علم الدين البرزالى، و ذكره فى معجمه، فقال: كان شيخا جليل القدر، عالما متدينا، له معرفة بالفقه على مذهب الشافعى، و عليه مدار القتوى بمكة معتمدا فيها؛ و إن كان الشيخ محب الدين الطبرى شيخ الجماعة قوالا بالحق، آمرا بالمعروف، ناه عن المنكر، له فى القلوب الجلالة، و يتوسل به فى الحوائج، ناسكا صالحا، دائم الصيام و الطواف، قاضيا لحوائج الناس، من قصده مشى معه متواضعا. و كان يعرف «التنبيه» مسألة مسألة، و يحفظ «المفصل»، و يعرف طرفا من العربية. انتهى.

و ذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام، و قال: كان فقيها عالما، مفتيا، ذا فضل و معارف و عبادة و صلاح، و حسن أخلاق.

و قد سمع منه ابن العطار، و البرزالى، و جماعة. و أجاز لى مروياته و ترجمه: شيخ الحرم.


[1] سبتة: بلفظ الفعلة الواحدة من الإسبات، أعنى التزام اليهود بفريضة السبت المشهور، بفتح أوّله. و ضبطه الحازمى بكسر أوّله: و هى بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب و مرساها أجود مرسى على البحر، و هى على برّ البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق الذى هو أقرب ما بين البّر و الجزيرة. معجم البلدان (سبته).

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست