نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 358
و كان بعد مطر هائل كأفواه القرب.
و من العجيب: اتفاق هذين السيلين باعتبار الليلة و الشهر بأن كليهما فى ليلة الخميس عاشر جمادى الأولى. فسبحان الفعال لما يريد.
و منها: فى آخر ذى الحجة سنة خمس و عشرين و ثمانمائة سحرا: سيل هائل دخل المسجد الحرام من عدة أبواب، و قارب باب الكعبة المعظمة، و عام فيه بعض المنابر.
و ألقى فى المسجد الحرام من الأوساخ شيئا عظيما، جمع: فصار أكواما كبيرة، و أخرب فى سور باب المعلاة، جانبا كبيرا بين البابين اللذين فى هذا السور.
و منها: سيل كان فى ليلة ثالث جمادى الأولى سنة سبع و عشرين و ثمانمائة: دخل المسجد الحرام، و قارب الحجر الأسود، و أخرب جانبا من سور باب الماجن، و موضع الباب فى هذا السور.
و قد خفى علينا أشياء فى هذا المعنى لعدم ظفرنا بتأليف فى ذلك.
و أما أخبار الرخص و الغلاء و الوباء بمكة: فقد ذكرنا فى أصله أشياء كثيرة من ذلك لا يوجد مثلها مجموعا فى كتاب. و نشير هنا لشىء من ذلك.
فمن أخبار الرخاء: أن القمح المصرى بيع الأردب منه بثمانية عشر درهما كاملية و ذلك فى سنة خمس و عشرين و سبعمائة بساحل جدة، على ما ذكر ابن العديسة فيما نقله عنه المؤرخ شمس الدين الجزرى الدمشقى.
و من ذلك: أن الغرارة المكية من الحنطة- المعروفة: باللقيمية- بيعت بأربعين درهما كاملية. و هذا أرخص شىء سمعناه فى سعر اللقيمية. و ما عرفت متى كان ذلك.
و أرخص ما بيعت به الذرة: الغرارة ثلاثة و ثلاثين درهما كاملية و ثلث درهم. و ربما بيعت بثلاثين درهم كاملية فيما بلغنى. و الأول شاهدناه. و بيع المن السمن: باثنى عشر درهما كاملية، و هو اثنى عشر أوقية، كل أوقية رطلان مصريان، و نصف رطل.
و العسل: كل منّ بدرهمين كاملين و هو ثلاثة أرطال مصرية.
و اللحم: كل منّ بأربعة مسعودية، و هو سبعة أرطال مصرية، إلا ثلث. و من أخبار الغلاء بمكة: أن الخبر بمكة بيع ثلاث أواق بدرهم، و اللحم بأربعة دراهم الرطل، و كل شربة ماء بثلاثة دراهم. و ذلك فى سنة إحدى و خمسين و مائتين.
و من ذلك: أن الخبر بلغ عشرة أرطال بدينار مغربى. ثم تعذر وجوده و أشرف الحجاج و الناس على الهلاك. و ذلك سنة سبع و أربعين و أربعمائة.
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 358