نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 258
الست، يكون ظلة للمؤذنين، خلا بعض ما بين الأسطوانة الوسطى و الخشب، فجعلوا فيه قبة من خشب مدهونة و طلوها من أعلاها بالجبس، و جعلوا فوق السقف المدهون سقفا آخر و دكوه بالآجر و النورة، و رفرفا من خشب مدهون نظيف بجوانب هذا السقف، و أحكمو شده و شد السقف و القبة بالمسامير و الكلاليب الحديد.
و جعلوا درابزين من خشب نظيف بجوانب هذا البيت خلا اليمانى، و درابزين آخر نظيف بجانبى ظلة المؤذنين اليمانى و الشرقى. و لم يكن فى هذين الجانبين درابزين قبل ذلك.
و أوسعوا فى الأحواض التى فى الجدارين الغربى و الشامى من داخل بئر زمزم، و أوسعوا فى الدرجة التى يصعد منها إلى سقف بيت زمزم فاستحسنت، و كذا ظلة المؤذنين، و كذا ما عمل فى سطح هذا البيت و جدرانه.
و فرغ من ذلك فى أثناء رجب سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة. و المتولى لهذه العمارة الجناب العالى العلائى خواجا شيخ على الكيلانى نزيل مكة المشرفة. زاده اللّه رفعة و توفيقا.
و كان إلى جانب هذا الموضع خلوة فيها بركة تملّأ من ماء زمزم، و يشرب منها من دخل إلى الخلوة.
و كان لها باب إلى جهة الصفا، ثم سد و جعل فى موضع الخلوة بركة مقبوة. و فى جدرها الذى يلى الصفا زبازيب يتوضأ منها الناس على أحجار نصبت عند الزبازيب، و فوق البركة المقبوة خلوة فيها شباك إلى الكعبة، و شباك إلى جهة الصفا، و طابق صغير إلى البركة.
و كان عمل ذلك على هذه الصفة فى سنة سبع و ثمانمائة. ثم هدم ذلك حتى بلغ الأرض فى العشر الأول من ذى الحجة سنة سبع عشرة و ثمانمائة لما قيل: إن بعض الجهلة يستنجى هنالك. و عمّر عوض ذلك سبيل للسلطان الملك المؤيد أبى النصر شيخ، ينتفع الناس بالشرب منه. و جاءت عمارته حسنة.
و فرغ منها فى رجب سنة ثمان عشرة و ثمانمائة.
و ابتدئ فى عمله بإثر سفر الحاج.
و فى موضع هذه الخلوة: كان مجلس عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهما، على مقتضى ما ذكر الأزرقى و الفاكهى.
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 258