responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 257

الباب العشرون فى ذكر شى‌ء من خبر زمزم و سقاية العباس رضى اللّه عنه‌ [1]

أما زمزم فإن أول من أظهرها الأمين جبريل (عليه السلام) سقيا لإسماعيل (عليه السلام) عند ما ظمى، و لو لم تحوض عليه أم إسماعيل كانت عينا تجرى على ما فى البخارى.

و ذكر الفاكهى أن الخليل (عليه السلام) حضر زمزم بعد جبريل (عليه السلام) ثم غلبه عليها ذو الفرس و قد غيبت بعد ذلك زمزم لاندراس موضعها، ثم منحها اللّه تعالى عبد المطلب جد النبى (صلى اللّه عليه و سلم) لكرامته، فحفرها بعد أن أعلمت له فى المنام بعلامات استبان له بها موضعها. فلم تزل ظاهرة حتى الآن، و عولجت فى الإسلام غير مرة. و ذلك مذكور فى أصله.

و زمزم الآن فى بيت مربع فى جدرانه تسعة أحواض يملأ من زمزم المتوضئ منها.

و أعلا البيت مسقوف ما خلا الموضع الذى يحاذى البئر.

و هذه الصفة تخالف الصفة التى ذكرها الأزرقى فى صفة موضع زمزم.

و فى سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة هدمت ظلة المؤذنين التى فوق البيت الذى فيه زمزم لإفساد الأرضة لها، و سلخ من هذا البيت الجدران الغربى و الشامى من أعلاها إلى أسفلها، و بنى ذلك بنورة و حجارة منحوتة و غيرها. و سلخ من أعلا جدر هذا البيت الشرقى إلى عتبة الباب العليا فى هذا الجدر. و بنى ذلك من آجر و نورة، و أخرجوا من سقف هذا البيت الخشب المتخرب و أبدلوه بغيره، و بنوا فوق هذا الجدار أسطوانتين من آخر و نورة، لشد الدرابزين فى ذلك، و أصلحوا جميع سقف هذا البيت بالنورة و الآجر، و جعلوا له درابزين من خشب مخروط نظيف بجوانبه خلا اليمانى.

و جعلوا فوق بئر زمزم شباكا من حديد، و لم يكن قبله هناك شباك من حديد و بنوا خمسة أساطين دقيقة من آجر بالنورة: ثلاثة فى الجدار الذى بالكعبة، و واحدة فى الشامى، و واحدة فى اليمانى، و جعلوا بين هاتين الأسطوانتين أسطوانة من خشب، و أخشابا بين هذين الأساطين، و سقفا من خشب مدهون ساترا لما بين هذه الأساطين‌


[1] انظر: (شفاء الغرام 1/ 247- 259).

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست