نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 250
الباب الثامن عشر فى ذكر شىء من أخبار توسعة المسجد الحرام و عمارته و ذرعه [1]
أما خبر توسعة المسجد الحرام: فإن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه، أول من وسعه بدور اشتراها و دور هدمها على من أبى البيع و ترك ثمنها لأربابها فى خزانة الكعبة.
و كان فعله لذلك فى سنة سبع عشرة، و كذلك فعل عثمان رضى اللّه عنه. و كان فعله لذلك فى سنة ستة و عشرين من الهجرة.
وسعه عبد اللّه بن الزبير رضى اللّه عنهما من جانبه الشرقى و الشامى و اليمانى.
ثم وسعه المنصور العباسى من جانبه الشامى، و من جانبه الغربى.
و كان ما زاده مثل ما كان من قبل.
و كان ابتداء عمله فى المحرم سنة سبع و ثلاثين و مائة، و الفراغ منه فى ذى الحجة سنة أربعين.
ثم وسعه المهدى بن المنصور من أعلاه و من الجانب اليمانى، و من الجانب الغربى حتى صار على ما هو عليه اليوم خلا الزيادتين، فإنهما أحدثتا بعده. و كانت توسعته له فى نوبتين:
الأولى: فى سنة إحدى و ستين و مائة.
و الثانية: فى سنة سبع و ستين.
و ليس لأحد من الأثر فى النفقة فى عمارته مثل ما للمهدى، فا للّه يثبته. و اسمه إلى الآن فى سقف المسجد الحرام قريبا من منارة الميل.
و من عمره من غير توسعة عبد الملك بن مروان، رفع جدرانه و سقفه بالساج.
و عمره ابنه الوليد، و سقفه بالساج المزخرف، و أزره من داخله بالرخام.
و ذكر السهيلى فى خبر عمارته ما يستغرب؛ لأنه قال: فلما كان ابن الزبير، زاد فى إتقانه لا فى سعته.