نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 201
و قال الماوردى، من أئمة الشافعية: عندى أن أسفلها دخله خالد بن الوليد رضى اللّه عنه عنوة، و أعلاها فتح صلحا.
قال النووى: و الصحيح الأول. يعنى أنها فتحت صلحا كلها. و فى صحته نظر؛ لأن الفتح صلحا إنما يكون بالتزام أهل البلد المفتتحة ترك القتال. و الواقع من أهل مكة عند فتحها خلاف ذلك؛ لأن فى مسلم من حديث أبى هريرة رضى اللّه عنه حديثا فى فتح مكة. قال فيه: «و وبّشت قريش أوباشا لها و أتباعا، فقالوا: نقدم هؤلاء. فإن كان لهم شىء كنا معهم، و إن أصيبوا أعطينا الذى سئلنا» [1].
[1] أخرجه مسلم فى صحيحه (1780) من طريق شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت البنانى، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبى هريرة، قال: وفدت وفود إلى معاوية و ذلك فى رمضان، فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام، فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله، فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلى، فأمرت بطعام يصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشى، فقلت: الدعوة عندى الليلة، فقال: سبقتنى، قلت: نعم، فدعوتهم، فقال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار ثم ذكر فتح مكة، فقال: أقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، و بعث خالدا على المجنبة الأخرى، و بعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادى و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى كتيبة، قال: فنظر فرآنى، فقال أبو هريرة: قلت:
لبيك يا رسول اللّه، فقال: «لا يأتينى إلا أنصارى- زاد غير شيبان فقال- اهتف لى بالأنصار» قال: فأطافوا به و وبشت قريش أوباشا لها و أتباعا، فقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان لهم شىء كنا معهم و إن أصيبوا أعطينا الذى سئلنا، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «ترون إلى أوباش قريش و أتباعهم» ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال: «حتى توافونى بالصفا» قال: فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله و ما أحد منهم يوجه إلينا شيئا، قال: فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول اللّه أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، ثم قال: من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، فقالت: الأنصار بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة فى قريته و رأفة بعشيرته. قال أبو هريرة:
و جاء الوحى و كان إذا جاء الوحى لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى ينقضى الوحى، فلما انقضى الوحى قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «يا معشر الأنصار» قالوا:
لبيك يا رسول اللّه، قال: «قلتم أما الرجل فأدركته رغبة فى قريته» قالوا: قد كان ذاك، قال:
«كلا إنى عبد اللّه و رسوله هاجرت إلى اللّه و إليكم و المحيا محياكم و الممات مماتكم، فأقبلوا إليه يبكون و يقولون: و اللّه ما قلنا الذى قلنا إلا الضن باللّه و برسوله فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «إن اللّه و رسوله يصدقانكم و يعذرانكم» قال: فأقبل الناس إلى دار أبى سفيان و أغلق الناس أبوابهم، قال:
و أقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت، قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه، قال: و فى يد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قوس و هو آخذ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعنه فى عينه و يقول: جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت و رفع يديه فجعل يحمد اللّه و يدعو بما شاء أن يدعو.
و أخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده (10565).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 201