نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 293
و هو رديء للمحمومين، و أصحاب الصّداع، مؤذ للدماغ، و الرأس الضعيف، و المداومة عليه تحدث ظلمة البصر و الغشاء، و وجع المفاصل، و سدة الكبد، و النفخ في المعدة و الأحشاء و إصلاحه بالعسل و الزنجبيل المربى و نحوه، و هذا كلّه لمن لم يعتده.
لبن الضأن: أغلظ الألبان و أرطبها، و فيه من الدسّومة و الزّهومة ما ليس في لبن الماعز و البقر، يولّد فضولا بلغميّا، و يحدث في الجلد بياضا إذا أدمن استعماله، و لذلك ينبغي أن يشاب هذا اللبن بالماء ليكون ما نال البدن منه أقل، و تسكينه للعطش أسرع، و تبريده أكثر.
لبن المعز: لطيف معتدل، مطلق للبطن، مرطّب للبدن اليابس، نافع من قروح الحلق، و السعال اليابس، و نفث الدم.
و اللبن المطلق أنفع المشروبات للبدن الإنساني لما اجتمع فيه من التغذية و الدّموية، و لاعتياده حال الطفولية، و موافقته للفطرة الأصلية، و في «الصحيحين»: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أتي ليلة أسري به بقدح من خمر، و قدح من لبن، فنظر إليهما، ثم أخذ اللبن، فقال جبريل: الحمد للّه الّذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر، غوت أمّتك». و الحامض منه بطيء الاستمراء، خام الخلط، و المعدة الحارة تهضمه و تنتفع به.
لبن البقر: يغذو البدن، و يخصبه، و يطلق البطن باعتدال، و هو من أعدل الألبان و أفضلها بين لبن الضأن، و لبن المعز في الرقة و اللظ و الدّسم، و في السنن:
من حديث عبد اللّه بن مسعود يرفعه: عليكم بألبان البقر، فإنّها ترمّ من كلّ الشّجر [1].
لبن الإبل: تقدم ذكره في أول الفصل، و ذكر منافعه، فلا حاجة لإعادته.