نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 233
شربا و طلاء، و يجلو العين و يقويها، و ينفع من كثير من أمراضها، و يقوي جميع الأعضاء.
و إمساكه في الفم يزيل البخر، و من كان به مرض يحتاج إلى الكي، و كوي به لم يتنفط موضعه، و يبرأ سريعا، و إن اتخذ منه ميلا و اكتحل به، قوّى العين و جلاها، و إذا اتخذ منه خاتم فصّه منه و أحمي، و كوي به قوادم أجنحة الحمام، ألفت أبراجها، و لم تنتقل عنها
و له خاصية عجيبة في تقوية النفوس، لأجلها أبيح في الحرب و السّلاح منه ما أبيح، و قد روى الترمذي من حديث مزيدة العصري رضي اللّه عنه، قال دخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الفتح، و على سيفه ذهب و فضة [1].
و هو معشوق النفوس التي متى فرحت به، سلاها عن غيره من محبوبات الدنيا، قال تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ وَ الْقَناطِيرِ. الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعامِ وَ الْحَرْثِ[2].
و في «الصحيحين» عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) «لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغى إليه ثانيا، و لو كان له ثان، لابتغى إليه ثالثا، و لا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب، و يتوب اللّه على من تاب».
هذا و إنه أعظم حائل بين الخليقة و بين فوزها الأكبر يوم معادها، و أعظم شيء عصي اللّه به، و به قطعت الأرحام، و أريقت الدماء، و استحلت المحارم، و منعت الحقوق، و تظالم العباد، و هو المرغب في الدنيا و عاجلها، و المزهد في الآخرة و ما أعده اللّه لأوليائه فيها، فكم أميت به من حق و أحيي به من باطل و نصر به ظالم، و قهر به مظلوم، و ما أحسن ما قال فيه الحريري [3]: