نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 207
المضطر إذا دعاه، و ليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثا به، متضرعا، متذللا، مستكينا، فمتى وفّق لذلك، فقد قرع باب التوفيق، فليعفّ و ليكتم، و لا يشبّب بذكر المحبوب، و لا يفضحه بين الناس و يعرّضه للأذى، فإنه يكون ظالما معتديا.
و لا يغترّ بالحديث الموضوع على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الذي رواه سويد بن سعيد، عن علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و رواه عن أبي مسهر أيضا، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و رواه الزبير بن بكار، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «من عشق، فعفّ، فمات فهو شهيد» و في رواية: «من عشق و كتم و عفّ و صبر، غفر اللّه له، و أدخله الجنّة» [1].
فإن هذا الحديث لا يصحّ عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و لا يجوز أن يكون من كلامه، فإن الشهادة درجة عالية عند اللّه، مقرونة بدرجة الصّدّيقية، و لها أعمال و أحوال، هي شرط في حصولها، و هي نوعان:
عامة و خاصة، فالخاصة: الشهادة في سبيل اللّه.
و العامة خمس مذكورة في «الصحيح» [2] ليس العشق واحدا منها. و كيف يكون العشق الذي هو شرك في المحبة، و فراغ القلب عن اللّه، و تمليك القلب و الروح، و الحب لغيره تنال به درجة الشهادة، هذا من المحال، فإن إفساد عشق الصور للقلب فوق كل إفساد، بل هو خمر الروح الذي يسكرها، و يصدّها عن ذكر اللّه و حبه، و التلذذ بمناجاته، و الأنس به، و يوجب عبودية القلب لغيره، فإن قلب العاشق متعبّد لمعشوقه، بل العشق لب العبودية، فإنها كمال الذل، و الحب