نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 124
حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، فكل عائن حاسد، و ليس كلّ حاسد عائنا، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، و هي سهام تخرج من نفس الحاسد و العائن نحو المحسود و المعين تصيبه تارة و تخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه، أثّرت فيه، و لا بد، و إن صادفته حذرا شاكي السّلاح لا منفذ فيه للسهام، لم تؤثر فيه، و ربما ردّت السهام على صاحبها، و هذا بمثابة الرمي الحسي سواء فهذا من النفوس و الأرواح، و ذاك من الأجسام و الأشباح. و أصله من إعجاب العائن بالشيء، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة، ثم تستعين على تنفيذ سمّها بنظرة الى المعين، و قد يعين الرجل نفسه، و قد يعين بغير إرادته بل بطبعه، و هذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني و قد قال أصحابنا و غيرهم من الفقهاء: إن من عرف بذلك حبسه الإمام، و أجرى له ما ينفق عليه إلى الموت، و هذا هو الصواب قطعا.
فصل
و المقصود: العلاج النبوي لهذه العلة، و هو أنواع، و قد روى أبو داود في «سننه» عن سهل بن حنيف، قال: مررنا بسيل، فدخلت، فاغتسلت فيه، فخرجت محموما، فنمي ذلك إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: «مروا أبا ثابت يتعوّذ»، قال: فقلت يا سيدي! و الرقى صالحة؟ فقال «لا رقية إلّا في نفس، أو حمة أو لدغة» [1].
و النفس: العين، يقال: أصابت فلانا نفس، أي عين. و النافس العائن.
و اللدغة- بدال مهملة و غين معجمة- و هي ضربة العقرب و نحوها.
فمن التعوذات و الرقى الإكثار من قراءة المعوذتين و فاتحة الكتاب، و آية الكرسي، و منها التعوذات النبوية.