نام کتاب : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم نویسنده : النباطي، الشيخ علي جلد : 2 صفحه : 59
و روي أن الشيخين هربا و رجع عمر و هو ينشف دموعه و
يسأل عليا العفو فقال له أ لست المنادي قتل محمد ارجعوا إلى أديانكم فقال إنما
قاله أبو بكر فقال ع أنتما و من اتبعكما حينئذ حَصَبُ جَهَنَّمَ
أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ثم نزلت إِنَّ الَّذِينَ
تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ
الشَّيْطانُ[1].
و روى ابن حنبل أيضا أن عليا أخذ
في اليمن جارية فكتب خالد مع بريدة إلى النبي ص فأعلمه فغضب و قال يا بريدة لا تقع
في علي فإنه مني و أنا منه.
و أورده ابن مردويه من
طرق عدة و في بعضها أن النبي ص قال لبريدة إيها عنك فقد أكثرت الوقوع في علي فو
الله إنك لتقع في رجل أولى الناس بكم بعدي و في بعضها أنه طلب من النبي ص
الاستغفار فقال له حتى يأتي علي فلما أتى علي قال النبي ص لعلي إن تستغفر له[2] فاستغفر و
في بعضها أن بريدة امتنع من بيعة أبي بكر لأجل النص الذي سمعه من النبي ص بالولاية
بعده و في بعضها أن بريدة بايع النبي ص على الإسلام جديدا.
و لو لا أن الإنكار على
علي يوجب تكفيرا لم يكن لبيعة بريدة ثانيا معنى و هذا شيء لم يوجد لغيره من
أصحابه قطعا.
فهذه كتب القوم التي هي
عندهم صادقة بولاية علي ع ناطقة إذ في جعله من بدنه مثل الرأس دليل تقديمه على
سائر الناس.
إن قيل فقوله لا يؤدي
عني إلا هو فيه رفع الإمامة عن أولاده و ليس ذلك من مذهبكم قلنا لا فإن حكمهم واحد
و أمرهم واحد لأن ما أداه علي أخذه أولاده منه واحد بعد واحد فكان المؤدي إلى
الناس هو و إن كان بواسطة و لأن النبي ص كان يعلم تغلب القوم على أمره فنفى
التأدية عنهم لا عن أولاده كيف ذلك و قد نص عليهم في مقام بعد مقام و سيأتي ذلك في
جملة من نصوصه ع فيجب حمل نفي التأدية على غيرهم دفعا لتناقض الكلام.