نام کتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية نویسنده : الجوهري، أبو نصر جلد : 6 صفحه : 2552
و كذلك إذا نسبتَ إلى ذَاتٍ؛ لأنَّ التاء تحذف فى النسبة، فكأنّك أضفت إلى ذى فرددْتَ الواو.
و لو جمعت ذُو مَالٍ قلت: هؤلاء ذَوُونَ، لأنَّ الإضافة قد زالت. قال الكميت:
و لا أَعْنِى بذلك أَسْفَلِيكُمْ * * * و لكنِّى أريد به الذَوِينَا
يعنى به الأَذْوَاءَ، و هم ملوك اليمن من قُضاعة المسمَّون بذِى يَزَنَ، و ذِى جَدَنٍ، و ذِى نُوَاسٍ، و ذِى فَائِشٍ، و ذِى أَصْبَحَ، و ذِى الكَلَاع.
و هم التَبَابعة.
و أما ذُو التى فى لغة طَيِّىءٍ بمعنى الذى فحقُّهَا أن توصف بها المعارف، تقول: أنا ذُو عَرَفْتَ و ذُو سَمِعْتَ، و هَذِهِ المرأةُ ذُو قالت كذا، يستوى فيه التثنية و الجمع و التأنيث. قال الشاعر [1]:
ذَاكَ خَلِيلِى و ذُو يُعَاتِبُنِى * * * يَرْمِى ورائِىَ بامْسَهِم و امْسَلِمَهْ [2]
يريد الذى يعاتبنى، و الواو التى قبله زائدة.
قال سيبويه: إن ذَا وحدها بمنزلة الذى، كقولهم: ماذا رأيت؟ فتقول: متاعٌ حسنٌ.
قال لبيد:
أَلَا تَسْأَلَانِ المرءَ ماذا يحاولُ * * * أَذَنْبٌ فَيُقْضَى أم ضلالٌ و باطلُ
قال: و تجرى مع ما بمنزلة اسمٍ واحدٍ، كقولهم: ماذَا رأيت؟ فتقول: خيراً، بالنصب، كأنَّه قال: ما رأيت؟ و لو كان ذَا ههنا بمنزلة الذى لكان الجواب خيرٌ بالرفع.
و أما قولهم ذَاتُ مرّةٍ و ذُو صباحٍ، فهو من ظروف الزمان التى لا تتمكَّن. تقول: لقيته ذَاتَ يومٍ و ذَاتَ ليلةٍ و ذَاتَ غَدَاةٍ و ذَاتَ العِشَاءِ و ذَاتَ مرّةٍ و ذَاتَ الزُمَيْنِ و ذَاتَ العُوَيْمِ، و ذَا صباحٍ و ذَا مَسَاءِ و ذَا صَبُوحٍ و ذَا غَبُوقٍ، فهذه الأربعة بغيرها هاءٍ و إنَّما سُمِعَ فى هذه الأوقات، و لم يقولوا: ذَاتَ شهرٍ و لا ذَاتَ سنةٍ.
قال الأخفش فى قوله تعالى: وَ أَصْلِحُواذٰاتَ بَيْنِكُمْ إنَّما أنّثوا ذَاتَ لأنَّ بعض الأشياء قد يُوضع له اسمٌ مؤنّث و لبعضها اسمٌ مذكّر، كما قالوا دارٌ و حائطٌ، أنّثوا الدار و ذكَّروا الحائط.
و قولهم: كان ذَيْتَ و ذَيْتَ، مثل كيت و كيت، أَصله ذَيْوٌ على فَعْلٍ ساكنة العين، فحذفت الواو فبقى على حرفين فشُدِّدَ كما شُدِّدَ كَىٌّ
[1] بُجَيْرُ بن عَثْمَةَ الطائى أحد بنى بَوْلَانَ.