و إنما جاء بالواو لأنه بنى على التأنيث فى أوّل أحواله و كذلك النهاية، فلم تكن الواو و الياء حرفَىْ إعراب؛ و لو بنى على التذكير لكان مهموزاً كقولهم: عَظَاءَةٌ، و عَبَاءَةٌ، و صَلَاءَةٌ. و هذا أُعِلَّ قبل دخول الهاء. تقول: شَقِىَ الرجل، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. و يَشْقَى انقلبتْ فى المضارع ألفاً لفتحة ما قبلها. ثم تقول: يَشْقَيَانِ، فيكونان كالماضى.
و أشْقَاهُ اللّٰه يُشْقِيهِ فهو شَقِىٌّ بيِّن الشِقُوةِ بالكسر، و فَتْحُهُ لغةٌ.
و المُشَاقَاةُ: المعاناة و الممارسة.
و شَاقَانِى فلانٌ فَشَقَوْتُهُ أَشْقُوهُ، أى غلبتُه فيه.
شكا
شَكَوْتُ فلانا أَشْكُوهُ شَكَوَى و شِكايَةً و شَكِيَّةً و شَكَاةً، إذا أخبرتَ عنه بسوءِ فعَلَه بك، فهو مَشْكُوٌّ و مَشْكِىٌّ، و الاسم الشَّكْوَى.
و أَشْكَيْتُ فلاناً، إذا فعلتَ به فِعلًا أحوجَه إلى أن يَشْكُوكَ. و أَشْكَيْتُهُ أيضاً، إذا أعتبته من شَكْوَاهُ و نَزَعت عن شِكايَتِهِ و أزلته عما يَشْكُوهُ؛ و هو من الأضداد. قال الراجز:
تَمُدُّ بالأعْنَاقِ أو تَلْوِيَها [2] * * * و تَشْتَكىِ لو أَنَّنَا نُشْكِيَها[3]
[1](رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَيْنٰا شِقْوَتُنٰا) هى قراءة عاصم و أهل المدينة. و قرأ ابن مسعود: (شَقَاوَتُنَا)، و قرأ قتادة: (شِقَاوَتُنَا) بالكسر.