و شَدَّه: أى أوثقه، يَشُدُّه و يَشِدُّهُ أيضاً، و هو من النوادر [5]. قال الفراء: ما كان على فَعَلْتُ من ذواتِ التضعيف غيرَ واقع، فإن يَفْعِلُ منه مكسور العين مثل عَفَفْتُ أَعِفُّ، و ما كان واقعاً مثل رَدَدْتُ و مَدَدْتُ فإن يفعل منه مضموم العين، إلّا ثلاثة أحرف جاءت نادرة و هى شَدَّهُ يَشُدُّه و يَشِدُّه، و عَلَّهُ يَعُلُّهُ و يَعِلُّهُ من العَلَل و هو الشُرْب الثانى، و نَمَّ الحديث يَنُمُّهُ و ينِمُّهُ. قال:
فإن جاء مثلُ هذا أيضا مما لم نسمعه فهو قليل، و أصله الضم. و قد جاء حرفٌ واحدٌ بالكسر من غير أن يشرَكه الضم شاذًّا، و هو حَبَّهُ يَحِبُّهُ.
و تقول: شَدَّ اللّٰه مُلْكَهُ و شَدَّدَهُ، أى قوّاه.
و التشديد: خلاف التخفيف. و قوله تعالى:
حَتّٰى يَبْلُغَأَشُدَّهُ*، أى قُوّتَه، و هو ما بين ثمانى عشرة إلى ثلاثين، و هو واحدٌ جاء على بناء الجمع، مثل آنُكٍ و هو الأُسْرُبُّ، و لا نظير لهما.
و يقال: هو جمع لا واحد له من لفظه، مثل آسالٍ و أبابيل، و عبابيد، و مذاكير. و كان سيبويه يقول واحدُهُ شِدَّةٌ. و هو حَسنٌ، لأنه يقال بلغَ الغلامُ شِدَّته. و لكن لا تُجمع فِعْلَةٌ على أَفْعُلٍ.
و أما أَنْعُمٌ فإنما هو جمع نُعْم، من قولهم: يَوْمُ بُؤْسٌ و يوم نُعْمٍ. و يقال هو جمع الجمع. تقول نِعْمَةٌ و نِعَمٌ. و أما قول من قال واحده شَدُّ، مثل كَلْبٍ و أكْلُبٍ؛ أو شِدُّ، مثل ذِئْبٍ و أَذْؤُبٍ، فإنما هو قياسٌ، كما يقولون فى واحد الأبابيل إبَّوْلٌ، قياساً على عِجَّول، و ليس هو شىء سُمِع من العَرَب.