أَنَّى سَرَبْتِ و كنتِ غيرَ سَرُوبِ * * * و تُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ
و سَرَبَ الفحلُ يَسْرُبُ سُرُوباً، إذا توجه للرَعْىِ. قال الأخنس التغلبى:
و كُلُّ أُنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ * * * و نحن خَلَعْنَا قَيدَهُ فهو سارِبُ
و منه قوله تعالى: وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسٰارِبٌ بِالنَّهٰارِ، أى ظاهر.
و السَّرْبُ، بالفتح: الإبل و ما رَعَى من المال، و منه قولهم: «اذْهَبْ فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ»، أى لا أَرُدُّ إبِلَكَ، تذهبُ حيث شاءَتْ؛ أى لا حاجة لى فيك. و كانوا فى الجاهلية يقولون فى الطلاق:
«اذْهَبى فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ» فتُطَلَّقُ بهذه الكلمة.
و فلان آمَنٌ فى سِرْبِهِ، بالكسر، أى فى نفسه. و فلانٌ واسع السِّرْبِ، أى رَخِىُّ البالِ.
و يقال أيضاً: مَرَّبِى سِرْبٌ من قَطاً و ظِبَاءٍ و وَحْشٍ و نِسَاءٍ، أى قطيعٌ. و تقول: مَرَّ بى سُرْبَةٌ بالضم، أى قطعةٌ من قَطاً و خيلٍ و حُمُرٍ و ظِباءٍ. قال ذو الرَّمة يصف ماءً:
سِوَى ما أَصابَ الذِئْبَ منه و سُرْبَةٍ * * * أَطافَتْ به من أُمَّهاتِ الجَوازِلِ
و يقال أيضاً: فلانٌ بِعيدُ السُّرْبَةِ، أى بعيدُ المذهبِ. قال الشَنفَرَى:
غَدَوْنَا من الوادِى الذى بين مِشْعَلٍ * * * و بين الحشَا 1 هيهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتِي
و السَّرَبُ، بالتحريك: الماء السائل من المَزادة و نحوِها. قال ذو الرمّة: