نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 34
من نهج علي و يسير على دربه، يكيل إليه الافتراء و يبهته بالتهمة.. و يرفع حراب التشهير و التسقيط دون مروءة ضدّ الذين يستمدون في عصرنا هذا، من ابي ذر نهجه و صدقه، فيستبقون غيرهم من الناس في تشخيص الامور و دركها، حتى لتكون هذه الحرب التي يواجه بها هؤلاء المستمدون من علي و ابي ذر نهجهما، أشدّ مما تكون -في حدّتها و قسوتها و بشاعة تنمرها-على النواصب و الخوارج!
هذه واقعة صفين أمامنا، و هذا امير المؤمنين يرى اهل الشام يبادرونه بالشتم و السباب، فما يكون منه (صلوات اللّه و سلامه عليه) الا ان يمنع اصحابه من التعرّض لهم بالمثل، اذ يقول: اني اكره لكم ان تكونوا سبابين، و لكنكم لو وصفتم أعمالهم، و ذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، و أبلغ في العذر، و قلتم مكان سبكم اياهم: اللهم احقن دماءنا و دماءهم، و أصلح ذات بيننا و بينهم، و اهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، و يرعوي عن الغيّ و العدوان من لهج به [1] .
و الآن هل يليق بالانسان و هو يعلن انتسابه الى الشيعة ان يمر على هذا النهج بما ينطوي عليه من تعاليم-في التعامل مع المخالف-فيبادر الى تحطيم من يختلف معه بالرأي، و ينزل عليه بأقذع التهم و البذاءات؟
ثم لنا ان نجدّد السؤال، و نقول: ما العمل، و ما هي الوظيفة التي يجب ان ينهض بها المشايعون الصادقون لعلي و آل علي، في عصر لا يملك فيه الاعداء-أو المخالفون الجهلة-الا لغة الشتيمة و السباب يسوّدون بها صفحات كتبهم و مجلاتهم، و هم يملئون الجو ضجيجا، و يسوقون ضروب التهم الواهية الى الشيعة،