يستطيعون أن يفهموا عربيا إذا خاطبوه بها، و هذا نقص في فقه لغتنا كان الواجب تداركه و لكنه ضاع، و ضاع إلى الأبد. لقد ذاع صيت الشريف في الشعر، و اهتم الأدباء في جمعه و شرحه. قيل و لم يكن اشتهاره بالشعر إلا لكونه أجاد به تمام الإجادة، و إلا فهو في العلم على جانب عظيم. و قد أنفذ الصاحب إلى بغداد من ينسخ له ديوانه، و كتب إليه بذلك سنة 385 هـ فمدحه الشريف بقصيدة منها:
بيني و بينك جرمتان تلاقيا # نثري الذي بك يقتدي و قصيدي
إن أهد أشعاري إليك فانه # كالسرد أعرضه على داود
و يظهر من هذا أن له أسلوبا في النثر و الكتابة، هو من طراز ما يحسنه الصاحب منها. و كيف يشك في عد الشريف في زمرة الكتاب و أمراء البيان و هذا تفسيره «حقائق التأويل» الذي يصوغ جمله و فصوله بذلك الأسلوب الفخم البليغ، و يظهر فيه مقدرة فنية في النثر، بها يستطيع أن يوافينا ببيان المسائل العلمية بأسلوب إنشائي بليغ، الأمر الذي لا يستطيعه إلا من بلغ الغاية في البلاغة. و قد راقت ابن جني.
مرثيته لأبي طاهر إبراهيم ابن ناصر الدولة التي مطلعها:
ألقى السلاح ربيعة ابن نزار # أردى الردى بقريعك المغوار
فشرحها و فسر ألفاظها و مدحه الشريف لذلك. و في مكتبتنا و ريقات بالية أظنها من ذلك الشرح. و لقد شغفت تقية بنت سيف الدولة بشعر الرضي و افتتنت به، و كانت من أفاضل نساء قومها. فالتمست انتساخ نسخة من ديوانه على التمام فنسخ لها و أرسل إليها من العراق.