responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 914

و إنّما كان علي (عليه السلام) هو الذي ينزلهم منازلهم في الجنّة؛ لأنّ بإرشاده و هدايته لشيعته و بمقدار قبولهم ذلك منه ينزلون منازل الجنة و يتزوّجون بما يناسبهم، و إنّما كان هو الذي يغلق عليهم أبواب الجنّة لأنّه لا علم فوق علمه.

روى الصدوق (رحمه اللّه) في كتاب (علل الشرائع) بإسناده عن المفضّل بن عمر، قال:

قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): بما صار علي بن أبي طالب (عليه السلام) قسيم الجنّة و النّار؟ قال: «لأنّ حبّه إيمان، و بغضه كفر، و إنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان، و خلقت النار لأهل الكفر، فهو (عليه السلام) قسيم الجنّة و النار لهذه العلّة، و الجنّة لا يدخلها إلّا أهل محبّته، و النّار لا يدخلها إلّا أهل بغضه».

قال المفضّل: يا ابن رسول اللّه، فالأنبياء و الأوصياء هل كانوا يحبّونه، و أعداؤهم يبغضونه؟ فقال: «نعم». قلت: فكيف ذلك؟ قال: «أ ما علمت أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال يوم خيبر: لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله ما يرجع حتى يفتح اللّه على يده؟» قلت: بلى، قال: «أ ما علمت أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لمّا أوتي بالطائر المشوي قال: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر، و عنى به عليّا (عليه السلام)؟» قلت: بلى، قال: «يجوز ألا يحبّ أنبياء اللّه و رسله و أوصياؤهم (عليهم السلام) رجلا يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله؟» فقلت: لا، قال: «فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم لا يحبّون حبيب اللّه و حبيب رسوله و أنبيائه (عليهم السلام)؟» قلت: لا.

قال: «فقد ثبت أنّ جميع أنبياء اللّه و جميع المؤمنين كانوا لعلىّ بن أبي طالب (عليه السلام) محبّين، و ثبت أن المخالفين لهم كانوا له و لجميع أهل محبّته مبغضين»، قلت: نعم، قال:

«فلا يدخل الجنّة إلّا من أحبّة من الأوّلين و الآخرين، فهو إذن قسيم الجنّة و النّار».

قال المفضّل بن عمر: فقلت له: يا ابن رسول اللّه، فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك، فزدني ممّا علّمك اللّه. فقال: «سل يا مفضّل» فقلت: أسأل يا ابن رسول اللّه، فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يدخل محبّه الجنّة و مبغضه النار، أو رضوان و مالك؟ فقال: «يا مفضّل، أ ما علمت أنّ اللّه تبارك و تعالى بعث رسوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و هو روح إلى الأنبياء (عليهم السلام) و هم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام؟». قلت: بلى، قال: «أ ما علمت أنّه دعاهم إلى توحيد اللّه و طاعته و اتّباع أمره، و وعدهم الجنّة على ذلك، و أوعد من خالف ما أجابوا إليه و أنكره النّار؟» قلت: بلى، قال: «أ فليس النبي ضامنا لما وعد و أوعد عن ربّه عزّ و جلّ؟» قلت: بلى، قال:

«أ و ليس علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفته و إمام أمّته؟» فقلت: بلى، قال: «أ و ليس رضوان و مالك من جملة الملائكة و المستغفرين لشيعته الناجين بمحبّته؟» قلت: بلى، قال:

«فعلي بن أبي طالب إذن قسيم الجنّة و النار عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و رضوان و مالك صادران عن أمره بأمر اللّه تبارك و تعالى، يا مفضّل، خذ هذا، فإنّه من مخزون العلم

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 914
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست