نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 891
يوم من أيام الآخرة مثّل له ماله و ولده و عمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: و اللّه إنّي كنت عليك حريصا شحيحا، فمالي عندك؟ فيقول: خذ منّي كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: و اللّه إنّي كنت لكم محبّا، و إنّي كنت عليكم محاميا، فمالي عندكم؟ فيقولون:
نؤدّيك إلى حفرتك فنواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: و اللّه إنّي كنت فيك لزاهدا و إن كنت علي ثقيلا، فمالي عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك و يوم نشرك حتى اعرض أنا و أنت على ربّك».
قال: «فإن كان للّه وليّا أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم منظرا و أحسنهم رياشا، فقال: أبشر بروح و ريحان و جنّة نعيم و مقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول:
أنا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنّة، و إنّه ليعرف غاسله، و يناشد حامله أن يعجّله، فإذا ادخل قبره أتاه ملكا القبر يجرّان أشعارهما و يخدّان الأرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف، و أبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربّك، و ما دينك، و من نبيّك؟ فيقول: اللّه ربّي، و ديني الإسلام، و نبيّي محمّد، فيقولان له: ثبّتك اللّه فيما يحبّ و يرضى، و هو قول اللّه تعالى: يُثَبِّتُ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّٰابِتِ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ[1]، ثم يفسحان له في قبره مدّ بصره، ثم يفتحان له بابا إلى الجنّة، ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشابّ الناعم، فإنّ اللّه تعالى يقول: أَصْحٰابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا[2]».
قال: «و إذا كان لربّه عدوّا فإنّه يأتيه أقبح من خلق اللّه زيّا و رؤيا و أنتنه ريحا فيقول:
أبشر بنزل من حميم، و تصلية جحيم، و إنّه ليعرف غاسله، و يناشد حملته أن يحبسوه، فإذا ادخل القبر، أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه، ثم يقولان له: من ربّك، و ما دينك، و من نبيّك؟ فيقول: لا أدري، فيقولان: لا دريت و لا هديت، فيضربان يافوخه بمرزبّة معهما ضربة، فما خلق اللّه تعالى من دابة إلّا و تذعر لها، ما خلا الثقلين، ثم يفتحان له بابا إلى النار، ثم يقولان له: نم بشرّ حال فيه من الضيق مثل ما فيه القنا من الزجّ، حتى أنّ دماغه ليخرج من بين ظفره و لحمه، و يسلّط اللّه عليه حيّات الأرض و عقاربها