responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 892

و هوامّها، فتنهشه حتى يبعثه اللّه من قبره، و إنّه ليتمنّى قيام الساعة ممّا هو فيه من الشرّ» [1].

* بيان

«لا دريت و لا هديت» دعاء منهما عليه، يعني لم تزل جاهلا غير دار شيئا، ضالا غير مهتد إلى شيء «مثل ما فيه القنا من الزّج» يعني كما تكون الرماح في الحديدة التي في أسفلها، و يخطر بالبال في تأويل هذا الخبر و ما في معناه مما يأتي ذكره أنّ المنكر عبارة عن جملة الأعمال المنكرة التي فعلها الإنسان في الدنيا، فتمثلت في الآخرة بصورة مناسبة لها- مأخوذ ممّا هو وصف الأفعال في الشرع، أعني المذكورة في مقابلة المعروف، «و النكير» هو الإنكار لغة، و لا يبعد أن يكون الإنسان إذا رأى فعله المنكر في تلك الحال أنكره و وبّخ نفسه عليه، فتمثّل تلك الهيئة الإنكارية أو مبدؤها من النفس بمثال مناسب لتلك النشأة، فإنّ قوى النفس و مبادئ آثارها كالحواس و مبادئ اللمم تسمى في الشرع بالملائكة، ثم إنّ هذا الإنكار من النفس لذلك المنكر يحملها على أن تلتفت إلى اعتقاداتها و تفتّش عنها أ هي صحيحة حسنة حقّة أم فاسدة خبيثة باطلة، ليظهر نجاتها و هلاكها، و يطمئنّ قلبها، و ذلك لأنّ قبول الأعمال موقوف على صحّة الاعتقاد، بل المدار في النجاة على ذلك، كما هو مقرّر ضروري من الدين و إليه أشير بقوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «حبّ علي لا يضرّ معه سيّئة، و بغض علي لا ينفع معه حسنة» [2].

ثمّ قد ثبت أن صور تلك النشأة و موجوداتها كلّها حيّة مدركة و لا ميّت فيها، و كلّ حي مدرك يحبّ نفسه و يحبّ أن يكون مقبولا غير مردود، فكان المفتّش عن الاعتقاد إنّما هو الملكان حيث صار ذلك غرضا لهما بهذا الاعتبار، و أيضا فإنّ النفس أقرب إلى الاعتقاد من العمل إليه، فكأنها عالمة به، فينبغي أن يكون مسئولا عنها لما بينها و بينه من الاتّحاد، و الملكان سائلين لما بينهما و بينه من المباينة، و يؤيد هذا سكوته (عليه السلام) عن العمل المنكر و اقتصاره على ذكر العمل الصالح، و تسمية الملكين في الأخبار الآتية بقعيدي القبر حيث يشعر بالمصاحبة و عدم السؤال إلّا عن المؤمن المحض و الكافر المحض كما يأتي، فإنّ من لا يهتمّ بالدين فهو بمعزل عن ذلك إلى غير ذلك من الإشارات.


[1]. الكافي 3: 231/ 1.

[2]. البحار 39: 248/ 10، و ج 39: 256/ 31.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 892
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست