responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 842

و اعلم أنّ أمامك مهالك و مهاوي و جسورا و عقبة كئودا، لا محالة أنت هابطها، و أنّ مهبطها إمّا على جنّة أو نار، فارتد لنفسك قبل نزولك إيّاها، فإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل زادك إلى القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه و حمّله و أكثر من تزوّده و أنت قادر عليه فلعلّك تطلبه فلا تجده، و إيّاك أن تثق لتحمّل زادك بمن لا ورع له و لا أمانة فيكون مثلك مثل ظمآن رأى سرابا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا فتبقى في القيامة منقطعا بك» [1].

[2287] 11. الفقيه: و قال (عليه السلام) في هذه الوصيّة: «يا بنيّ، البغي سائق إلى الحين. لم يهلك امرؤ عرف قدره. من حصّن شهوته صان قدره. قيمة كلّ امرئ ما يحسن. الاعتبار يفيدك الرشاد. أشرف الغنى ترك المنى. الحرص فقر حاضر، المودّة قرابة مستفادة. صديقك أخوك لأبيك و أمّك، و ليس كلّ أخ من أمّك و أبيك صديقك. لا تتّخذنّ عدوّ صديقك صديقا فتعادي صديقك. كم بعيد أقرب منك من قريب. وصول معدم خير من شرّ جاف. الموعظة كهف لمن وعاها. من منّ بمعروفه أفسده. من أساء خلقه عذّب نفسه و كانت البغضة أولى به. ليس من العدل القضاء بالظن على الثقة.

أقبح الأشر عند الظفر، و الكآبة عند النائبة، و الغلظة و القسوة على الجار، و الخلاف على الصاحب، و الحنث من ذوي المروءة، و الغدر من السلطان. كفر النعم لؤم، و مجالسة الأحمق شؤم. أعرف الحق لمن عرفه لك شريفا كان أو وضيعا. من ترك القصد جار. من تعدّى الحقّ ضاق مذهبه. كم من دنف قد نجا و صحيح قد هوى. قد يكون اليأس إدراكا و الطمع هلاكا. استعتب من رجوت عتابه. لا تبيتنّ من امرئ على غدر. الغدر شرّ لباس المرء المسلم. من غدر ما أخلق ألا يوفى له. الفساد يبير الكثير و الاقتصاد ينمي اليسير. من الكرم الوفاء بالذمم. من كرم ساد، و من تفهّم ازداد.

امحض أخاك النصيحة و ساعده على كلّ حال ما لم يحملك على معصية اللّه، زل معه حيث زال. لا تصرم أخاك على ارتياب، و لا تقطعه دون استعتاب، لعلّ له عذرا و أنت تلوم. اقبل من متنصّل عذره فتنالك الشفاعة.


[1]. الفقيه 4: 386/ ذيل 5834.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 842
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست