responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 843

و أكرم الذين بهم تصول، و ازدد لهم على طول الصحبة برّا و إكراما و تبجيلا و تعظيما، فليس جزاء من أعظم شأنك أن تضع من قدره، و لا جزاء من سرّك أن تسوءه. أكثر البرّ ما استطعت لجليسك، فإنّك إذا شئت رأيت رشده. من كساه الحياء ثوبه اختفى عن العيون عيبه. من تحرّى القصد خفّت عليه المؤن. من لم يعط نفسه شهوتها أصاب رشده. مع كلّ شدة رخاء و مع كلّ أكلة غصص. لا تنال نعمة إلّا بعد أذى. لن لمن غلظك [1] تظفر بطلبتك. ساعات الهموم ساعات الكفّارات. و الساعات تنفد عمرك. لا خير في لذّة من بعدها النار، و ما خير بخير بعده النار، و ما شرّ بشرّ بعده الجنّة. كلّ نعيم دون الجنّة محقور، و كلّ بلاء دون النار عافية. لا تضيّعنّ حقّ أخيك اتّكالا على ما بينك و بينه، فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه. لا يكوننّ أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته، و لا على الإساءة إليك أقوى منك على الإحسان إليه.

يا بنيّ، فإذا قويت فاقو على طاعة اللّه، و إذا ضعفت فاضعف عن معصية اللّه، و إن استطعت ألا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل، فإنّه أدوم لجمالها، و أرخى لبالها، و أحسن لحالها، فإنّ المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة، فدارها على كلّ حال، و أحسن الصحبة لها فيصفو عيشك، و احتمل القضاء بالرّضا، و إن أحببت أن تجمع خير الدنيا و الآخرة فاقطع طمعك ممّا في أيدي الناس، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته» [2].

هذا آخر وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة.

* بيان

«الحين» الهلاك «القضاء بالظنّ على الثقة» أي إذا كنت تثق بأحد في الدين و الديانة و المحبة و غيرها، فما لم يحصل لك اليقين بزوال هذه الأشياء عنه لا تحكم بالزوال، فإنّ الظن لا يغني من الحق شيئا «قد يكون اليأس إدراكا» فإنّه إذا يأس من الناس يتداركه اللّه بقضاء حاجته «استعتب من رجوت عتابه» أي استرض من خفت منه العتاب، «و المتنصّل» المتعذّر.


[1]. في نسخة: غلظك.

[2]. الفقيه 4: 389/ 5834.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 843
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست