نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 836
المصيبة في الدّين، قال: فأيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه تعالى؟ قال: انتظار الفرج، قال: فأيّ الناس خير عند اللّه؟ قال: أخوفهم للّه و أعمالهم بالتقوى و أزهدهم في الدنيا، قال: فأيّ الكلام أفضل عند اللّه؟ قال: كثرة ذكره و التضرّع إليه بالدعاء، قال: فأيّ القول أصدق؟
قال: شهادة ألا إله إلّا اللّه، قال: فأيّ الأعمال أعظم عند اللّه عزّ و جلّ؟ قال: التسليم و الورع، قال: فأيّ الناس أصدق؟ قال: من صدق في المواطن.
ثم أقبل على الشيخ، فقال: يا شيخ، إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق خلقا ضيّق الدنيا عليهم نظرا لهم فزهّدهم فيها و في حطامها، فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها، و صبروا على ضيق المعيشة، و صبروا على المكروه، و اشتاقوا إلى ما عند اللّه من الكرامة، فبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان اللّه، و كانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا اللّه و هو عنهم راض، و علموا أنّ الموت سبيل من مضى و من بقي، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب و الفضة، و لبسوا الخشن، و صبروا على البلوى، و قدّموا الفضل، و أحبّوا في اللّه، و أبغضوا في اللّه تعالى، أولئك المصابيح، و أهل النعيم في الآخرة، و السلام.
قال الشيخ: فأين أذهب و أدع الجنّة و أنا أراها و أرى أهلها معك يا أمير المؤمنين! جهّزني بقوة أقوى بها على عدوّك، فأعطاه أمير المؤمنين (عليه السلام) سلاحا و حمله، فكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) يضرب قدما قدما، و أمير المؤمنين (عليه السلام) يعجب ممّا يصنع، فلما اشتدّت الحرب أقدم فرسه حتى قتل (رحمه اللّه)، و أتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجده صريعا، و وجد دابّته، و وجد سيفه في ذراعه، فلمّا انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) بدابّته و سلاحه و صلّى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) و قال: هذا و اللّه السعيد حقّا، فترحّموا على أخيكم» [1].
* بيان
«الشحبة» تغيّر اللون من مرض أو سفر و «الاغتيال» الإهلاك من حيث لا يدري و «التلوي» الانفتال و الجود بالنفس: كناية عن انتزاع الروح، و التشوّف للشيء:
طموح البصر إليه «في المواطن» أي كلّها، يعني في الشدّة و الرخاء و الفقر و الغنى إلى غير ذلك «قدما» أي متقدّما.