نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 837
[المتن]
[2284] 8. الفقيه: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة (رحمه اللّه): «يا بنيّ، لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلّ ما تعلم، فإنّ اللّه تعالى قد فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة و يسألك عنها، و ذكّرها و وعّظها و حذّرها و أدّبها و لم يتركها سدى، فقال اللّه تعالى: وَ لٰا تَقْفُ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا[1] و قال تعالى: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْوٰاهِكُمْ مٰا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللّٰهِ عَظِيمٌ[2].
ثم استعبدها بطاعته فقال عزّ و جلّ: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[3]، فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح، و قال اللّه تعالى: وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ فَلٰا تَدْعُوا مَعَ اللّٰهِ أَحَداً[4] يعني بالمساجد الوجه و اليدين و الركبتين و الإبهامين، و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لٰا أَبْصٰارُكُمْ وَ لٰا جُلُودُكُمْ[5] يعني بالجلود الفروج.
ثمّ خصّ كلّ جارحة من جوارحك بفروض و نصّ عليها، ففرض على السمع أن لا تصغي به إلى المعاصي، فقال تعالى: وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتٰابِ أَنْ إِذٰا سَمِعْتُمْ آيٰاتِ اللّٰهِ يُكْفَرُ بِهٰا وَ يُسْتَهْزَأُ بِهٰا فَلٰا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ[6] و قال اللّه تعالى: وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ[7]، ثم استثنى عزّ و جلّ موضع النسيان، فقال: وَ إِمّٰا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطٰانُ فَلٰا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ[8] و قال تعالى: فَبَشِّرْ عِبٰادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدٰاهُمُ اللّٰهُ وَ أُولٰئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبٰابِ[9]، و قال اللّه تعالى: وَ إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ