responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 818

كثير الأزواج، قليل الأولاد، يسكن بكّة موضع أساس إبراهيم.

يا عيسى، دينه الحنيفيّة، و قبلته يمانيّة، و هو من حزبي و أنا معه، فطوبى له ثم طوبى له، له الكوثر و المقام الأكبر في جنّات عدن، يعيش أكرم من عاش، و يقبض شهيدا، له حوض أكبر من بكّة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء، و أكواب مثل مدر الأرض عذب، فيه من كلّ شراب، و طعم كلّ ثمار في الجنّة، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا، و ذلك من قسمي له و تفضيلي إيّاه، أبعثه على فترة بينك و بينه، يوافق سرّه علانيته، و قوله فعله، لا يأمر الناس إلّا بما يبدأهم به، دينه الجهاد في عسر و يسر، تنقاد له البلاد، و يخضع له صاحب الرّوم، على دين إبراهيم، يسمّي عند الطعام، و يفشي السلام، و يصلّي و الناس نيام، له كلّ يوم خمس صلوات متواليات، ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار، و يفتتح بالتكبير، و يختتم بالتسليم، و يصفّ قدميه في الصلاة كما تصفّ الملائكة أقدامها، و يخشع لي قلبه و رأسه، النور في صدره و الحقّ على لسانه، و هو على الحقّ حيث ما كان، أصله يتيم ضالّ برهة من زمانه عمّا يراد به، تنام عيناه و لا ينام قلبه، له الشفاعة و على أمته تقوم الساعة، يدي فوق أيديهم، و من نكث فإنّما ينكث على نفسه، و من أوفى بما عاهد عليه أوفيت له بالجنّة، فمر ظلمة بني إسرائيل ألا يدرسوا كتبه، و لا يحرّفوا سنّته، و أن يقرءوه السلام، فإنّ له في المقام شأنا من الشأن.

يا عيسى، كلّ ما يقرّبك منّي قد دللتك عليه، و كلّ ما يباعدك منّي قد نهيتك عنه، فارتد لنفسك.

يا عيسى، إنّ الدنيا حلوة، و إنّما استعملتك فيها، فجانب منها ما حذّرتك، و خذ منها ما أعطيتك عفوا.

يا عيسى، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، و لا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الربّ، كن فيها زاهدا و لا ترغب فيها فتعطب.

يا عيسى، اعقل و تفكّر، و انظر في نواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين.

يا عيسى، كلّ وصفي لك نصيحة، و كلّ قولي لك حقّ، و أنا الحقّ المبين، فحقّا أقول لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك؛ ما لك من دوني ولي و لا نصير.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 818
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست