responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 819

يا عيسى، أذلّ قلبك بالخشية، و انظر إلى من هو أسفل منك، و لا تنظر إلى من هو فوقك، و اعلم أنّ رأس كلّ خطيئة و ذنب هو حبّ الدنيا، فلا تحبّها فإنّي لا أحبّها.

يا عيسى، أطب قلبك، و أكثر ذكري في الخلوات، و اعلم أنّ سروري أن تبصبص إليّ، كن في ذلك حيّا و لا تكن ميّتا.

يا عيسى، لا تشرك بي شيئا، و كن منّي على حذر، و لا تغترّ بالصّحة، و لا تغبط نفسك، فإنّ الدنيا كفيء زائل، و ما أقبل منها كما أدبر، فنافس في الصالحات جهدك، و كن مع الحقّ حيث ما كان، و إن قطّعت و أحرقت بالنار فلا تكفر بي بعد المعرفة، و لا تكن من الجاهلين، فإنّ السيّئ يكون مع السيّئ.

يا عيسى، صبّ لي الدموع من عينيك، و اخشع لي بقلبك.

يا عيسى، استغث بي في حالات الشدّة، فإنّي اغيث المكروبين، و اجيب المضطرّين، و أنا أرحم الراحمين» [1].

* بيان

«أنت المسيح» من السّيح: و هو الذّهاب في الأرض للعبادة «أنزلني من نفسك كهمّك» أي كالشيء الذي تهتمّ به غاية الاهتمام «ساعات الغافلة» أي غفلة الناس، و هي ما بين الطلوعين، و المغيبين كما ورد في الحديث [2] و «الملول» الميل و «الحضن» ما دون الإبط و «الأصنام في بيوتكم» لعلّه كنّى بالأصنام عمّا يحبّونه و يهتمّون به من فضول متاع الدّنيا لأنّهم كانوا مسلمين «صاحب السوء يعدي» من الإعداء بمعنى السراية، يعني يتعدّى شرّه «و يردي» أي يهلك و «عمل بالأذهان» أي بإظهار خلاف ما يضمر «فبخلت به عليها» لعلّه من قبيل: إيّاك أعني و اسمعي يا جارة، لأنّه (عليه السلام) كان منزّها عن البخل «لا تستيقظن عاصيا» هو من قبيل فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتّٰى حِينٍ [3] و أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ [4] و نظائرهما «اقض بالحسنات إليّ» بالقاف أي أنهها إليّ «حتى تتنجّز» أي تتعجّل، و ذلك لأنّ بالمحاسبة يزيد في الحسنة و يستغفر عن السيئة و يصير ثوابهما ثواب المحاسبة عجالة و «اذكرني في ملأك» أي اثن عليّ


[1]. الكافي 8: 131/ 103.

[2]. كمال الدين 2: 617/ 54.

[3]. المؤمنون (23): 54.

[4]. يونس (10): 42.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 819
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست