نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 426
و يتعارفون على الأرائك متّكئون، و كأني أنظر إلى أهل النار و هم فيها معذّبون مصطرخون، و كأنّي الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي.
فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لأصحابه: هذا عبد نوّر اللّه قلبه بالإيمان، ثم قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشاب: ادع اللّه لي يا رسول اللّه أن ارزق الشهادة معك، فدعا له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فاستشهد بعد تسعة نفر و كان هو العاشر» [1].
و في رواية: استقبل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري، فقال له: «كيف أنت يا حارثة بن مالك؟»، فقال: يا رسول اللّه، مؤمن حقّا، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «لكلّ شيء حقيقة، فما حقيقة قولك؟». ثم ذكر ما يقرب من الحديث السابق، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «عبد نوّر اللّه قلبه، أبصرت فاثبت» [2] الحديث.
* بيان
«الحقيقة» ما يثبت به الشيء و يتّضح، و مثل هذا الاطّلاع على حقائق الأشياء هو العلم و الحكمة الحقيقية التي من اوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا، و إليه أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: «هجم بهم العلم على حقائق الأمور، و باشروا روح اليقين، و استلانوا ما استوعر منه المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى» [3].
باب صفات المؤمن و علاماته
[المتن]
[693] 1. الكافي: عن الصادق (عليه السلام): «قام رجل يقال له همام- و كان عابدا ناسكا مجتهدا- إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين، صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه.