responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 38

ذلك النّور، فلذلك سمّيت شيعة، فإذا كان يوم القيامة التحقت السّفلى بالعليا» [1] و إنّما سمّي الخلق الأوّل عقلا لأنّه به يعقل كلّ شيء و يعلم، و نورا لأنّه به يبصر كلّ شيء، و روحا لأنّه به حياة كلّ شيء.

«استنطقه» جعله ذا نطق و كلام يليق بذلك المقام ليصير أهلا للخطاب، أو طلب منه النطق بأن قال له: «تكلّم» كما ورد في رواية اخرى. «أقبل» أي إلى الدنيا، و اهبط إلى الأرض رحمة للعالمين «فأقبل» فنزل إلى هذا العالم، فأفاض النّفوس الفلكيّة بإذن ربّه ثم الطّبائع، ثم الصّور، ثم الموادّ، فظهر في حقيقة كلّ منها و فعل فعلها، فصار كثرة و أعدادا، و تكثّر أشخاصا و أفرادا.

«ثم قال له أدبر» ارجع إلى ربّك «فأدبر» فأجاب داعي ربّه، و توجّه إلى جناب قدسه بأن صار جسما مصوّرا من ماء عذب و أرض طيّبة، ثم نبت نباتا حسنا، ثمّ صار حيوانا ذا عقل هيولائي، ثمّ صار عقلا بالملكة، ثمّ عقلا مستفادا، ثمّ عقلا بالفعل، ثمّ فارق الدّنيا و لحق بالرّفيق الأعلى. و كذلك فعل كلّ من تبعه و شيّعه من الأرواح المتشعبة منه المقتبسة من نوره أو المنبجسة [2] من شعاعه، و يلحق به الجميع و يحشر معه في عروجه إلى العالم الأعلى و رجوعه الى اللّه.

فإقباله عبارة عن توجّهه إلى هذا العالم الجسماني، و إلقائه عليه من شعاع نوره و إظهاره الأعيان فيه، و إفاضته الشّعور و الإدراك و العلم و النطق على كلّ منها بقدر استعداده له، و قبوله منه من غير أن يفارق معدنه و يخلّي مرتبته و مقامه في القرب، بل يرشح بفضل وجوده الفائض من اللّه عزّ و جلّ على وجود ما دونه.

و إدباره عبارة عن رجوعه إلى جناب الحقّ، و عروجه إلى عالم القدس باستكماله لذّاته بالعبوديّة الذّاتيّة شيئا فشيئا من أرض المادّة إلى سماء العقل حتى يصل إلى اللّه تعالى، و يستقرّ إلى مقام الأمن و الراحة، و يبعث إلى المقام المحمود الّذي يغبطه به الأوّلون و الآخرون.

فإقباله في جميع المراتب إيجابي تكويني لا يحتمل العصيان، و أمريّ دفعي لا يدخل تحت الزّمان، و لا يتطرّق الى السّابق عند وجود اللّاحق بطلان و لا نقصان، و إدباره في الأواخر تكليفي تشريعي، و كلّه خلقي تدريجي مقيّد بالزمان، يبطل السّابق عند وجود اللّاحق شخصا و جسما لا حقيقة و روحا، و كلّ مرتبة منهما عين نظيرتها من الاخر حقيقة و غيرها شخصا.


[1]. رياض الجنان لفضل اللّه بن محمود الفارسي- عنه البحار 25: 21/ 32.

[2]. الانبجاس: النّبوع في العين خاصة أو عامّ.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست