نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 349
أنّه قال له: «يا ابن الصهّاك الحبشيّة، أما و اللّه لو أنّ لي قوة على النهوض- و كان مريضا- لسمعت منّي في سككها زأرا يزعجك و أصحابك، و لألحقنّكم بقوم كنتم فيهم أذنابا أذلّاء تابعين غير متبوعين، فلقد اجترأتم على اللّه و خالفتم رسوله، يا آل الخزرج احملوني من مكان الفتنة» فحمل.
«و الغبّ» بكسر المعجمة: العاقبة «و الاصطلام» الاستئصال «حصب» رمي بالحصباء «و الظلّة» في عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ[1] قيل: كانت غيما تحته سموم «و الايداء و الإرداء» الإهلاك «و الوسنان» من أخذته السنة «و المعرّة» الإثم و الغرم و الأذى «و الحيد» العدول.
و قال (عليه السلام) في خطبة أخرى: «سبق فيه الرجلان، و قام الثالث كالغراب همّته بطنه، و يله لو قصّ جناحاه و قطع رأسه كان خيرا له، شغل عن الجنّة و النار أمامه» [2].
و أمثال هذه من شكاياته (عليه السلام) كثيرة، و خطبته الشقشقية في ذلك مشهورة و في (نهج البلاغة) مذكورة [3].
[المتن]
[518] 2. الكافي: عنه (عليه السلام) في خطبته التي عاب فيها أصحابه، قال بعد الحمد و الثناء: «أيّتها الأمة التي خدعت فانخدعت، و عرفت خديعة من خدعها فأصرّت على ما عرفت، و اتّبعت أهواءها، و ضربت في عشواء غوايتها، و قد استبان لها الحق فصدّت عنه، و الطريق الواضح فتنكّبته.
أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو اقتبستم العلم من معدنه، و شربتم الماء بعذوبته، و ادّخرتم الخير من موضعه، و أخذتم من الطريق واضحه، و سلكتم من الحق نهجه، لتنهجت بكم السبل، و بدت لكم الأعلام، و أضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغدا، و ما عال فيكم عائل، و لا ظلم منكم مسلم و لا معاهد، و لكن سلكتم سبيل الظلام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، و سدّت عليكم أبواب العلم، فقلتم بأهوائكم، و اختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين اللّه بغير علم، و اتبعتم الغواة فأغوتكم، و تركتم الأئمة فتركوكم، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم: هو العلم بعينه، فكيف و قد تركتموه و نبذتموه و خالفتموه؟! رويدا عمّا قليل تحصدون