نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 187
و الاعتراف على طريقة التخييل، نظير ذلك قوله تعالى: إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[1] و قوله عزّ و جلّ: فَقٰالَ لَهٰا وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ[2]. و معلوم أنّه لا قول ثمّة، و إنّما هو تمثيل و تصوير للمعنى، و يحتمل أن يكون ذلك النطق باللسان الملكوتي في العالم المثالي الذي دون عالم العقل، كما نطق الحصى في كفّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و تنطق الأرض يوم القيامة يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبٰارَهٰا[3]، و تنطق الجوارح أَنْطَقَنَا اللّٰهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ[4] و كلّ شيء مفطور على التوحيد وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلّٰا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لٰكِنْ لٰا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ[5] و قوله سبحانه: أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ[6] يعني فعل ذلك كراهة أن يقولوا.
و اريد بأولي العزم نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و نبيّنا (صلوات اللّه عليهم).
و لمّا كانوا معهودين معلومين جاز أن يشار إليهم بهؤلاء الخمسة مع عدم ذكرهم مفصّلا، و إنّما زاد على أخذ الميثاق على من زاد في رتبته و شرفه؛ لأن التكليف إنّما يكون بقدر الفهم و الاستعداد، فكلّما زاد زادوا، و إنّما يعرف مراتب الوجود من له حظّ منها، و بقدر حظّه منها.
و أمّا آدم (عليه السلام) فلمّا لم يعزم على الإقرار بالمهدي (عليه السلام) لم يعدّ من أولي العزم، و إن عزم على الإقرار بغيره من الأوصياء (عليهم السلام) «إنّما هو فترك» يعني معنى فنسي هنا ليس إلّا (فترك)، و لعل السرّ في عدم عزم آدم (عليه السلام) على الإقرار بالمهدي (عليه السلام) استبعاد أن يكون لهذا النوع الانساني اتفاق على أمر واحد.
و أمره تعالى إياهم على الجنة و النار هدايته إياهم إلى سبيلهما، ثم توفيقه أو خذلانه، و لعلّ المراد بالنار المسعّرة بعد ذلك التكاليف الشرعية المحرقة للقلوب لصعوبة المخرج عن عهدتها.
و استقالة أصحاب الشمال كناية عن تمنّيهم الإطاعة و عدم قدرتهم التامّة عليها، لغلبة الشقوة عليهم و كونهم مسخّرة تحت سلطان الهوى، كما قالوا: رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَيْنٰا شِقْوَتُنٰا وَ كُنّٰا قَوْماً ضٰالِّينَ[7].