مكر اللّٰه و التّخلع من خشية اللّٰه و الوجل من الذّنوب و التّوقى من نكاياتها لا يستوجبان اليأس من روح اللّٰه و لا يستدفعان حسن الظّنّ بال اذا الوبال و النّكال و السّلاسل و الاغلال من لوازم ماهيات المعاصي و الآثام و العقوبات الالهيّة من باب المحض و التّخليص و التّاديب و التّمحيص فهو الرّحيم اللّطيف الّذى تسعى رحمته امام غضبه و لطفه امام قهره من تلقاء اللّطف و غضبه من باب الرّحمة و إلى هذا ينظر من يذهب إلى انّه لا يسوغ فى ذكر اللّٰه سبحانه افراد الاسماء الحسنى القهريّة كالقابض و الخافض و المذلّ و الضّارّ عن مقابلاتها من اسماء اللّطف و الرّحمة كالباسط و الرّافع و المعزّ و النّافع كما يسوغ العكس و امّا من يذهب إلى عدم تسويغ الافراد فى شيء من الطّرفين اصلا و يقول الحقيق بحسن الادب القران بين كلّ متقابلين من الاسماء الحسنى المقدّسة الالهيّة و به قال شيخنا الشّهيد فى قواعده فلعلّه يكون لاحظا انّ قصيا غايات العزّ و الجلال مستوجبة تعانق الاسماء المتقابلة الكمالية بحيث يكون كلّ من المتقابلين على اعلى مراتب العلوّ و المجد فى محوضة