و نستعرض بعض ما يسع به الحال من علوم الإمام (عليه السّلام):
الفقه: فتكفيه قولة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم):
«أفقهكم عليّ ...» فهو أصله و أساسه و كلّ مدّع للفقه أخذ عنه ..
القرآن و التفسير: و هو الثقل الأكبر فاهتمّ (عليه السّلام) به أيّ اهتمام حتّى أثر عنه أنّه قال: ما نزلت آية إلّا و أنا عالم متى نزلت و فيمن أنزلت، و لو سألتموني عمّا بين اللوحين لحدّثتكم [2].
و روى أبو حمزة الثمالي، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام)، قال: «قال عليّ (عليه السّلام): لو ثنيت لي و سادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتّى يزهر إلى اللّه ... الخبر» [3].
و إنّ كلّ ما عند ابن عبّاس (رضوان اللّه عليه) من أمير المؤمنين (عليه السّلام) و هو أوّل من تكلّم في علوم القرآن و كلّ من قال فيها فهو مستفيد عنه و عيال عليه (صلوات اللّه عليه).
البلاغة و الفصاحة: و هذا مجال آخر من مجالات التفضيل و التقديم فانّ اللّه عزّ و جلّ تحدّى كفّار قريش و العرب بالقرآن و بلاغته؛ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً[4] فكان أمير المؤمنين له القدم الأولى و الذراع الطولى في هذا العلم حتّى عدّ