و لذا ترى كثيرا ما يردّ الأخبار المأخوذة من تلك الكتب بسبب القدح في أسانيدها، و كذا كان يستثني منها أخبار محمّد بن موسى الهمداني، و وهب بن وهب و أمثالهما، و نظائر تلك الأخبار كما أشرنا إليه [1] و يظهر بالتتبّع في الرجال، و أشرنا إلى حالة «منتخبات» سعد بن عبد اللّه.
و كذلك كان رويّة شيخه و غيره من المشايخ، و منهم الشيخ في كتابيه، و الظاهر أنّه لذلك لم يرو الكليني (رحمه اللّه) جميع ما في الاصول، و جميع ما رواه الصدوق (رحمه اللّه) و الشيخ (رحمه اللّه) منها.
و كذلك حال الصدوق بالنسبة إلى ما رواه الكليني و الشيخ منها.
و كذلك حال الشيخ بالنسبة إلى الصدوقين.
و لعلّ دأب جلّ القدماء كان كذلك، بل كثيرا ما كانوا يصرّحون بضعف الروايات الّتي صحّحها الآخر، كما سنشير إليه.
ثمّ إنّ كون الصحيح بمعنى القطعي الصدور، خلاف ظاهر عبارة الشيخ في أوّل «التهذيب» و صريحها في أوّل «الاستبصار»، كما أشرت إليه [2]، و كذلك خلاف ظاهر قولهم: (أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم)، على ما أشرنا إليه [3].
قال شيخنا البهائي (رحمه اللّه) في أوّل كتابه [4] «مشرق الشمسين»: (كان