من الكلّ، و مع جميع ذلك أكثر رواياته متلقّاة بالقبول مفتى بمضمونها إلى غير ذلك من وجوه الاعتبار، و مع ذلك، التتبّع في أخباره و مشاهدة اضطراباتها يكشف عن سوء حفظه و نقص فهمه، بل ربّما يومئ إلى تسامحه أيضا.
و ورد في بعض الأخبار أنّه نقل عن الصادق (عليه السّلام): إنّ النافلة فريضة، فلمّا عرض ذلك عليه (عليه السّلام) قال: أين يذهب إنّما قلت: إن اللّه يتمّ الفرائض بالنوافل إذا لم يتحقّق الاقبال فيها» [1] قال مضمون هذا، و ليس متن الحديث ببالي.
و أيضا؛ من جملة مشاهيرهم الأجلّة- الذين أجمعت الإمامية [2] على العمل بروايتهم، و كثرت الرواية منهم، و أكثرها مفتى بمضمونها- حفص بن غياث، و ذكرنا في ترجمته عن جدّي- رحمة اللّه تعالى عليه- أنّهم سمّوه كذّابا لنقل خبر للرشيد [3]، فتأمّل.
و أوثق منهما سماعة بن مهران، و بملاحظة ترجمته في الرجال، و مشاهدة ما ذكرناه فيها، مضافا إلى ملاحظة أخباره و حالة القدماء و المشايخ العظماء [4] بالنسبة إليه يعلم أنّه ليس في الموثّقين أحد بمثابته [5] في الوثاقة و الجلالة [6]، و سنذكر عن الشيخ طرح خبره [7] مكررا بعلّة الوقف [8]، فتأمّل.
[1] الكافي: 3/ 362 الحديث 1، وسائل الشيعة: 4/ 70 الحديث 4540.