responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 268

والمعنى بعد عملية الوضع، فإنّ الإنسان وبمجرّد أن يقول: اعتبرت هذا اللفظ سبباً لذلك المعنى كما في الاتّجاه الثالث، أو ما يقارب هذا الاعتبار والقول كما في الاتّجاهين الآخرين، لا يمكنه أن يوجد علاقة سببية حقيقية بين اللفظ والمعنى وبالنحو الذي لا يمكن التفكيك بينهما بعد ذلك.

بعبارة أخرى: إنّ «الاعتبار» أمر ذهنيّ و «السببية» أمر واقعيّ وحقيقيّ، ولا يمكن أن يوجد الأمر الواقعيّ بواسطة الأمر الذهني، فهل بإمكان الإنسان مثلًا أن يوجد ناراً في الخارج بمجرّد أن يقول: اعتبرت وجود نار في الخارج؟

ومن ثمّ لابدّ أن نفكّر في تفسير آخر ننطلق فيه من أمر تكوينّي حقيقيّ لا اعتباريّ لإثبات علاقة السببية الحقيقية الواقعية بين اللفظ والمعنى.

النظرية الثالثة: التعهّد

هي مختار السيّد الخوئي (قدس سره) [1].

اتفق أصحاب هذه النظرية مع أصحاب نظرية الوضع والاعتبار في أصل الوضع ولكنهم تبنّوا سبباً آخر في دلالة اللفظ على المعنى الموضوع له ونشوء العلاقة بينهما غير اعتبار المعتبر وهو تعهّد الواضع. ويمكن صياغة هذا التعهّد على شكل قضية شرطية على النحو الآتي:

كلّما ذكرت «هذا اللفظ» فإنّي أريد به «هذا المعنى».

فيتعهّد مثلًا بأنّه كلّما ذكر لفظ «ماء» فإنّه يريد به تفهيم السامع المعنى المرتبط بذلك الجسم السيّال المعروف الموجود في الخارج.


[1] انظر: محاضرات في أصول الفقه: ج 1، ص 44.

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست